للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبحسب ما تتحقق به استفادة الحاضرين لسماع الموعظة.

كما كان يؤكد عليهم تذكير المصلين بعد صلاة العصر بثلاثة أحاديث مع شرح موجز لمعانيها، وأن لا يتركوا ذلك حتى ولو كان جماعة المسجد علي قلة، فليس من شرط التذكير كثرة الحضور والسماع، ولكن المراد التبليغ وإحياء مجالس الذكر وتفقيه الناس.

وكان يقول: إن بعض الناس يحتاجون إلى إلزامهم بالمواعظ وشبههم بالإبل التي لا تشتهي الطعام ولكن تلزم إياه بفتح أفواهها ووضع الطعام ما بين أسنانها، وإغلاق الفم لكي تبتلع ما وضع فيه من طعام، وهكذا الحال في وعظ الناس منهم من يلزمون المواعظ حتى تنفتح نفوسهم ويرغبون في الموعظة ويستحلونها.

وكان يقول: خوف الناس بالله فإذا رايتهم بدأوا يحترقون من الخوف بالله فأذكر لهم آيات الرجاء وأحاديث الرجاء، وذلك لئلا ينهمكوا مع الرجاء ويضعفون جانب الخوف، لأن الخوف والرجاء ركنان من أركان العبادة، وما ذاك إلا لأن أكثر النفوس تميل إلى الرجاء، وتقول: الله غفور رحيم، وعفو كريم، وتنسى أو تتناسى أن الله شديد العقاب، عزيز ذو انتقام.

وكان رحمه الله تعالى يقول: (احملوا إخوانكم المسلمين على كل خير، وإذا حصل من بعضهم هفوة أو جفوة فاطلبوا لهم المعاذير وإن لم يجدوا لهم معاذير فقولوا: لعل لهم أعذارًا لا نعلمها.

وكان رحمه الله تعالى: لا يهوى أن أحدًا من الناس يتعرض الولاة والعلماء بالسباب أو الجرح أو الخوض في الكلام والتدخل فيما لا يعني، ويشتد نهيه عن ذلك، ولا يفتح المجال فيه، ويعتبر أن للولاة والعلماء حقوقًا على من دونهم من الناس، وأنهم يحتاجون إلى من يعينهم في حمل مسئولية السلطة والعلم ولو بحماية أعراضهم والدفاع عنهم، والدعاء الصالح لهم، وإنزالهم منازلهم.