وكان مما يوصي به إخوانه المسلمين أن لا يدعي أحد منهم تميزه عن أخيه المسلم ويعتبر نفسه أن له المنزلة التي لا يساميه فيها أحد غيره فيؤدي به إلى الكبر والإعجاب بالنفس، ويرى أن الناس محقوقون له فيتطلع إلى برهم به، وصلتهم له، وزيارتهم له ما بين وقت آخر، ويحرم نفسه من ثواب قيامه بالبر والصلة، وزيارة الأقارب والإخوان والمرضى بنفسه، بل يتأكد على المسلم في هذه الحياة أن يعتبر أنه هو المحقوق للمسلمين حتى يكون دائمًا فطنًا مراعيًا لما عليه من الحقوق، ومهتمًا بها، وقائمًا بها للقريب والبعيد من المسلمين.
وهي التي كان يوصي بها شيخنا، وينهي عن ترك مثل هذه الاجتماعات، ومما كان يوصي به شيخنا رحمه الله تعالى إكبار المعروف والإحسان، والدعاء الصالح، لكي تواصل فعل الخير، وتعم المنافع منه، وتنفتح أبواب التأسي بمن يفعلون الخير ويتنافسون فيه.
وكانت وصيته قائمة في إكرام العلماء وإنزالهم منزلتهم التي أنزلهم الله إياها.
حتى ولو حصل من بعضهم خطأ في أمر اجتهدوا فيه وهم معذورون به، وبين أيديهم مسائل خلاف في فروع الدين، وأكثر طلاب العلم يقل فيهم إدراك علم مسائل الخلاف، فكيف يكون تخطأة للعلماء ممن قصر علمهم، ولم يكن عندهم إلمام في مسائل الخلاف.
ومن وصاياه النافعة: حثه المتواصل لمعاصريه من الناس على اغتنام وجود العلماء وتواجدهم بن أظهر الناس في هذه البلاد المباركة بالقرب منهم ومجالستهم وحضور حلقات علمهم وتعليمهم، ووعظهم وتذكيرهم.
ويقول: إياكم أن تؤثروا عليها عوارض الشهوات، ودواع النفس الأمارة بالسوء، وترغبوا في الاشتغال عنها بالزوائد من مكتسبات الدنيا عن الكفاف، أو الأنس بالبديل عنها من قيل وقال.