وأما تسميتها بالخب فإنها صحيحة من حيث الناحية الجغرافية الاصطلاحية لأن الحبوب في اصطلاح أهل القصيم هي كثبان الرمال الممتدة شمالًا وجنوبًا تكون بينها أراضٍ طينية زراعية ممتدة مع امتداد الكثيبين من الرمال.
وتسمى تلك الأراضي الزراعية بين الكثبان خبوبًا - جمع خبِّ - وهي تسمية عربية، وأحيانًا يسمى الخب باسم الذي أنشأه مثل (خب روضان) و (خب الجطيلي) وأحيانًا يكون له اسم منفرد مثل (المريدسية) هذه والقصيعة والبُصرُ والغاف، واللسيب.
وقد وقفنا على وصف هذه الحبوب والقرى الزراعية بينها في الكتب القديمة ومن ذلك (صفة جزيرة العرب) للهمداني الذي كتب كتابه قبل ألف عام حيث ذكر أن القصيم رمال، وأن النخل في حواء الرمل.
وهذه صفة الخبوب وليس اسمها.
أما اسم (المريدسية) فإن المؤلف ذكر في صفحة ٣٦ ما كنا سمعناه من شيوخ القوم والطاعنين في السن مع اختلاف يسير.
وهو أن موضع (المريسية) كانت فيه عين جارية تسمى (عين المرادي) وأن الناس كانوا يوردون عليها إبلهم ومواشيهم - بطبيعة الحال - كان ذلك قبل وجود بلدة المريدسية، بل قبل شمول العمارة المنطقة القصيم، وإنه بمضي الزمن كونت هذه العين مستنقعات تربي عليها البعوض الناقل للحمى، فأصبح الناس الذين يقيمون حولها يصابون بالحمى فصاروا يقولون:(عين المرادي سيه) أي سيئة الصحة الناس، وقد تطور هذا الاسم على لسانهم مع مضي الزمن حتى حذفوا كلمة (عين) منه فصار (المرادي سيه) ثم حولت (المرادي) إلى المريدي، فصارت علي ما هي عليه الآن (المريدسية) وهذا هو الذي ذكره المؤلف الكريم.