تبكيك يا شيخَ المنابر أمة ... فجعت بكم، كالحلم يا إخوانِي
يبكيك خلان لكم قد عايشوا ... خلقًا عظيمًا ما له من شان
يبكيك من قد اترعوا بعلومكم ... من فيض بحرك فائق الأقران
يبكيك سربٌ من تلامذةٍ لهم ... فيكم مقاصد يا لكم من بان
يبكيك يا (سعوي) كل مفاخرٍ ... فيكم بعلم بل وقلب حان
نبكي لفقدك يا إمام جميعنا ... ونعود نبكي أسوة الوجعان
لو قد رأيت جموعنا في حسرةٍ ... لفراقكم بتضاعف الأحزان
كلٌّ يعزي من يقابل قائلًا ... أدعوا له ياقوم بالغفران
حتى الشوارع أجهشت مما ترى ... حتى المخبّر قال قول بيان
هذا فقيد العلم والحلم الذي ... من علمه فوق المباني مبان
فادعوا بمغفرة الغفور لشيخنا ... أيضًا نكون له من الخلان
في جنة الخلد التي وعدت لنا ... للمسلمين بها المقر الثاني
إبراهيم بن عبد الله الصقعوب
بريدة في ٤/ ٤/ ١٤٢٥ هـ
ومن أسرة السعوي الصديق الصادق عودة بن الشيخ عبد الله بن عودة السعوي، ولد في عام ١٣٤٥ هـ.
وكان زميلًا لي أيام طلب العلم على الشيخ صالح الخريصي ثم علي الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وكان متدينًا صموتًا عفيف اللسان عن ذم غيره، حتى فيمن يعلم أن فيه عيبًا فإنه لا يذكره ولا حتى ما يقال فيه تنزيهًا اللسانه عن الخوض في أعراض الناس.
وكان له دكان في أسفل سوق بريدة ظل فيه سنوات كان يجلس إليه فيه طائفة من طلبة العلم الذين يخرجون إلى سوق البيع والشراء في بريدة وليست لهم دكاكين ولا يبيعون أو يشترون، وإنما يقضون وقتًا في السوق، وكنت من بين من يجلسون عنده.