ثم انظر ما وصل إليه صالح الراجحي الآن من الثروة والغنى!
وفهد السعيد يتميز عن كثير من طلبة العلم من أقرانه بأنه يحب النكت والنوادر والشعر ويرددها وينقلها إلى غيره.
كما أنني لاحظت أنه يحب الكتابة، ولذلك قدرت أنه ربما كان كتب شيئًا في أوراقه ذا أهمية في حال الإخوان وطلبة العلم.
وفهد العبد العزيز السعيد مشهور بكرمه، معروف بالإسراع إلى ذبح الذبيحة لضيوفه، وذلك منذ أن حَلَّ في رياض الخبراء مديرًا لمدرستها، حيث عينه الشيخ صالح العمري، وحسنًا فعل جزاه الله خيرًا، ثم إنه أسس مزرعة عرفت بالسعيدية نسبة إليه ذكرتها في (معجم بلاد القصيم) لأنها صارت معروفة مشهورة.
وقد أسس فيها جناحًا لإقامة الضيوف الذين يفدون عليه، فكانوا يقيمون على ضيافته ويطالعون في مكتبة حافلة فيها هي أولى المكتبات التي أسست في الخبراء ومنطقتها في ذلك الوقت أي في عشر الثمانين من القرن الرابع عشر وما بعدها بقليل.
ولم يكن يبخل عليها بجهد أو مال، أما الجهد فإنه طالب علم لا يبالي بالجهد في البحث عن المسائل من بطون الكتب، وأما المال فإنه كان ينفق عليها بسخاء رغم ما نعرفه عنه من ضيق ذات يده مع كونه يتقاضى راتب مدير المدرسة وهو راتب جيد ولكنه كان ينفقه، ولا يكفيه لنفقته، فهو ممن يصح أن ينشد هذا البيت:
لا يألف الدرهم المضروب صُرَّتنا ... لكن يمر عليها وهو منطلق
ويقال مثل ذلك عن ملبسه، فلم يكن يلبس إلَّا أعلى المشالح، وأكثرها ثمنًا