الخبراء فلازم الشيخ محمد بن ناصر الوهيبي في المساء والليل والفجر وكان القارئ في الجامع ثم يقرر الشيخ محمد علي قراءته وظل مديرًا لهذه المدرسة إلى أن تقاعد وافتتح في رياض الخبراء عام ١٣٨٠ هـ، مكتبة سماها المكتبة السعيدية وجلب لها الآلاف من الكتب النفيسة ما بين مطبوع ومخطوط وفتح أبوابها للرواد وللباحثين وممن أسهم فيها الحكومة الرشيدة وأهل الخير ومنهم صالح الميمان وأخذت مصافها بين شقيقاتها في المنطقة وكرس معظم أوقاته فيها قبل أن يتقاعد ويكون رحالة في داخل المملكة وخارجها، وله نشاط ملحوظ لا يجاري في نشر كتب الحنابلة في الفقه وفي كتب الحديث وكتب الشيخين، وكان عبد الرحمن الوهيبي في مكتبة الحرمين الساعد الأيمن له وطبع كتبًا كثيرة لشيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في مصر وفي بيروت، وكان يتعامل في الطباعة مع الدجوي وكثيرًا ما يطبع كتبًا للتجارة بتعميد من المكتبات وربما طبع مقررات مدرسية تتبع وزارة المعارف أو الرئاسة العامة يأخذها منهما مقاولة وينهيها وله شقة في مصر إستأجرها قبل نصف قرن، وفي كل عام ينزل إلى مصر فيسكنها وربما أعطى المفتاح لأحد أصدقائه المسافرين، وكان من أصدقائي وعلى الدوام أقابله ما بين أونة وأخرى تارة في بريدة وفي رياض الخبراء وفي عنيزة بمكتبتي الصالحية وتارة في مصر يقيم هناك أشهرًا وربما التقينا في معرض الكتاب فكان نعم الصديق الحميم مستقيمًا في دينه وخلقه وعلى جانب كبير من الأخلاق العالية والصفات الحسنة، مجالسه ممتعة ومحادثاته شيقة متعة للجليس.
أوصافه: كان ربعة من الرجال يميل إلى الطول أسمر اللون متوسط الجسم والشعر له نكت حسان بيني وبينه مساجلات شعرية وفي المناسبات ورسائل في التهاني ومبادلة هدايا كتب ويحب اقتناء الكتب وله اختلاط بالعلماء والأدباء وبالجملة فهو مرح ومحبوب لدى الخاص والعام.