حدثني عبد الهادي بن عبد الله السعيدان وهو ابن حفيد الشاعر سعيدان السعيدان أن والده عبد الله السعيدان كان صبيًّا يلعب الكعاب مع فهد الدرسوني كما يفعل الأطفال، قال: إذا حصلت على كعاب حطيته في ماعون عندي من الدرسوني وغيره فرأيت حملة لعلي العيد المنعم ذاهبة إلى الكويت، والحملة القافلة من الإبل، وعلي العبد المنعم هو من العقيلات الذين يتاجرون بالإبل وغيرها، وهو يريد الذهاب إلى الكويت من أجل جلب بضائع إلى بريدة وتكون إبلهم في الغالب ليس عليها ركاب.
قال: فَعَنَّ لي أن أذهب إلى الكويت أترزق الله قال: وكنت في حدود السنة الثامنة عشر من عمري، فتبعتهم فلما تعدوا بريدة ونزلوا أول منزل عرف بي علي العبد المنعم، فسألني: وين انت رايح يا وليدي؟ فقلت له: أبي الكويت أترزق الله! .
فقال: واهلك؟
قلت: ما عندي مشكلة.
فنادى أحد رجاله وقال له: هذا ريال لك، وريال لها الرجال - يريد عبد الله السعيدان - وإرجعوا لبريدة على حدى البعارين والحقنا عقب ما توصل عبد الله لأهله، قال: فأبيت أخذ الريال والرجوع وقلت له: أنا رايح، رايح، للكويت فإن خليتون معكم، وإلَّا فأنا ما أرجع أبدًا إلى بريدة.
فعرف عزمي وضمني إلى عماله.
ولما وصلنا الكويت ذهبت إلى فلان من جماعتنا الذين يشترون أباعر من جهة الكويت والعراق، ويذهبون بها للشام.
وهو (علي الحليسي) فقلت له: يا عم علي أبي أروح معكم للشام.