فقال: لا بأس، تصير مع الطباخ تساعده، فقلت له: أنا ما أبي الطبَّاخ، فقال: أجل تصير مع الراعي (ملحاق له) قال: الراعي بدوي عنزي.
فقلت: طيب، وصرت معه حتى وصلنا الشام وصفينا بضاعتنا من الإبل ثم سعيت حتى حصلت بعض النقود التي تكفي مهرًا للزواج، وعدت إلى بريدة وتزوجت بأم عيالي، وهي من أسرة (الثابت) أهل بريدة.
ورواها لي غيره على الوجه التالي:
كان سعد السعيدان مات والده وهو صغير وكانت أمه لديها موقعة (١) تحط بها عشاها هي وآياه، وبالنهار يحط فيها كعابه ويطلع بها للسوق، وعندما مر علي الحليسي معه بعارين له يريد الذهاب للشام فقال سعد للطفل الذي يلعب معه: خذ الكعابه لك، والموقعة عطه أمي وقل لها: تراه راح مع الحليسي للشام.
قالوا: كان عمره ثلاث عشرة سنة فتبع الحليسي وبعارينه من دون أن يعلموا به ولما وصلوا الطرفية رأوه في الأثل فسألوه فأخبرهم أنه يبي يروح معهم للشام فقالوا: أنت صغير، فصار يبكي.
وكان مع الحليسي رجَّال له شمري، فقال الأحسن تأخذه معنا للأسياح إن كان هو نفعنا أخذناه للشام وإلا رجعناه من الأسياح مع ناس يرحلون لبريدة، فوجدوه جيدًا.
وذهب معهم إلى الشام وتاجر في الإبل لمدة ست سنين ثم عاد من الشام واشترى لأمه بيتًا في بريدة.
(١) الموقعة: إناء من الخشب يقدم فيها الطعام الحار.