فلما قرأ الشيخ الكتاب وتكلم معه الوفد بمضمونه، قال لهم: لابد من استرخاص أهل عنيزة الذين استقبلوني وأكرموني فاذهبوا إلى أميرهم واستأذنوا منه، فإذا أذنوا لي ذهبت معكم.
وقد فعلوا فأذن له الأمير زامل السليم.
وعاد قاضيًا في بريدة.
وقد علق الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام على طلبه الإذن من أهل عنيزة بان ذلك لرغبة منه في أن يتولى قضاء عنيزة.
وهذا عجيب، لأنه أولًا لم يتكلم الشيخ به، بل لم يكن حاضرا في مجلس الأمير زامل السليم مع أهل بريدة.
وثانيا: أنّه بعقله ومعرفته يعرف أنّه بقي في عنيزة خمس سنين لم يولوه القضاء، فكيف يطمع بعد ذلك أن يولوه القضاء بهذه المناسبة.
وثالثًا: أنّه لا يجوز في العقل أن رجلًا يعرض عليه قضاء بلده وهو أكبر من القضاء في عنيزة لأن بريدة لها توابع من القرى والبوادي أكثر من عنيزة، وبريدة بلده أيضًا فيرفض ذلك مؤملا أن يعين في قضاء عنيزة.
ونعود إلى تولي الشيخ محمد بن سليم القضاء، فنقول: إنّه بعد أن استولي محمد بن عبد الله الرشيد على القصيم بعد هزيمة أهل بريدة في المليدا عام ١٣٠٨ هـ جعله يستمر على القضاء فيها.
فبقي فيه بالفعل إلى أن انتهت معركة الطرفية التي يسميها بعض النّاس (معركة الصريف) وقد وقعت عام ١٤١٨ هـ، فعزله عبد العزيز بن معتب بن رشيد ونفاه عن بريدة إلى النبهانية، ولكنه بعد أن استتب الأمر الملك عبد العزيز في القصيم أعاده إلى قضاء بريدة في عام ١٣٢٢ هـ، وبقي فيه حتى توفي.