وكان الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم مقيمًا في عنيزة بسبب ما حدث بينه وبين محمد بن صالح أبا الخيل من نزاع، فغضب عليه محمد الصالح المذكور، وأكد على حسن المهنا أن ينفيه، فأمره حسن المهنا بمغادرة بريدة فرحل عنها إلى مدينة عنيزة.
وسبب ذلك أن الشيخ محمد العبد الله بن سليم كان قاضيًا في بريدة عام ١٢٩٣ هـ، فحكم بقطع يد رجل من طوارف عم الأمير حسن المهنا، ودافع ابن مهنا عن تنفيذ الحكم، إلَّا أن الشيخ أصر على ذلك، فقطعت اليد، وسَرَتْ حتى مات المقطوع.
ثم إنّ حسن المهنا وعمه أرادا الشر بالشيخ، فهرب إلى عنيزة ماشيًا؛ فأرسلا في أثره عبدًا لهم عتيقًا يقال له - الغلث - فسار لطلب الشيخ على فرسه.
أقول: هذا فيه ما فيه.
أولًا: أن الذي يتولى تنفيذ أحكام القاضي هو الأمير وليس القاضي، فلو كان حسن المهنا يعارض في قطع يد الرجل المذكور لما قطع يده، ولالتمس عذرا له أمام الشيخ أو غيره.
وكذلك القول بأنه عندما قطعت يد الرجل سرت أي سرى ألمها أو جرحها حتى مات المقطوع.
ولو كان الأمر كذلك لما كان اللوم يتوجه إلى الشيخ ابن سليم بل يتوجه إلى الأمير الذي نفذ الحكم، لأنه الذي حصل هذا بسبب فعل من عهد إليه بقطع يد المذكور، على أن مثل هذه المسألة لا توجب في العادة من الشر على حد