تعبير الشيخ ابن بسام ما يوجب أن يفر الشيخ القاضي ابن سليم على جلالة قدره إلى عنيزة ماشيًا في شدة الحر.
ثم إنّه يقال: لو كان الأمر أمر اختلاف على البت في قضية أو إصدار حكم في قضايا لما أعاده الأمير حسن المهنا إلى القضاء مرة ثانية.
ورأيي أن الصحيح أشار إليه الشيخ صالح العمري رحمه الله من أنّه سياسي، وليس قضائيًا قال:
ولما حصل الخلاف بينه وبين أمير القصيم حسن بن مهنا لرأي الشيخ بالتمسك ببيعة أهل القصيم للإمام عبد الله بن فيصل وهذا معناه: إبطال إمارة حسن المهنا ارتحل إلى عنيزة (١)
وأقول: إنّ هذا واضح من السياسة غير المتبصرة التي سار عليها الإمام عبد الله الفيصل سواء تجاه أعدائه أو حتى أصدقائه ومنهم أسرته، إذ نشب النزاع العظيم بينه وبين أخيه الأمير سعود بن فيصل، واستمر مدة طويلة.
فكان من نتيجة سياسة عبد الله بن فيصل أن ضعفت الدولة السعودية الثانية التي أنشأها جده الإمام تركي بن عبد الله إلى أن زالت.
وقد بلغ من سياسة عبد الله الفيصل أنّه أيد آل أبو عليان الذين كان قد آذاهم وقتل منهم الأمير عبد العزيز بن محمد، وعددا من أبنائه وأتباعه في الشقيقة فأيدهم أخيرًا ضد آل مهنا، وتجهز بجيش سار على رأسه يريد قتال آل مهنا تأييدًا لآل أبو عليان.
قال الشيخ إبراهيم بن عيسى رحمه الله في حوادث سنة ١٢٩٣ هـ وهو يذكر حال عبد الله الفيصل وتدبيره.