وقد قدم عليه عبد الله بن عبد المحسن آل محمد ومحمد بن عبد الله بن عرفج وحمد آل غانم وإبراهيم بن عبد المحسن بن مدلج من آل أبي عليان رؤساء بلد بريدة في الماضي ممن أجلاهم مهنا أبا الخيل ومعهم كتاب من زامل آل عبد الله بن سليم أمير بلد عنيزة يطلب منه القدوم عليه في عنيزة، ويعده القيام معه والمساعدة له على أهل بريدة، وطلب عبد الله بن عبد المحسن آل محمد المذكور ومن معه من عشيرته القيام معهم والمساعدة في أخذ بريدة من أيدي آل أبا الخيل وذكروا للإمام أن لهم عشيرة في البلد وأنهم إذا وصلوا إلى البلد ثاروا فيها وقاموا معهم وفتحوا لهم الباب، فسار معهم الإمام عبد الله الفيصل بجنوده من المسلمين من البادية والحاضرة، وقدم بلد عنيزة، وكان حسن آل مهنا أبا الخيل لما بلغه خبر مسيرهم كتب إلى محمد بن عبد الله بن رشيد أمير بلد الجبل يستحثه، وكان قد اتفق معه قبل ذلك على التعاون والتناصر، فخرج ابن رشيد من حائل بجنوده واستنفر من حوله من بادية حرب وشمر وهتيم وبني عبد الله، وتوجه بهم إلى بلد بريدة، ونزل عليها بمن معه من الجنود، ولما علم بذلك الإمام عبد الله الفيصل ارتحل من عنيزة بمن معه من الجنود، ورجع إلى بلد الرياض، وأقام ابن رشيد على بريدة مدة أيام ثم رجع إلى بلده (١).
وقد عد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله هذه المسألة من بين مسائل ثلاث هي خاطئة في سياسة عبد الله الفيصل أو قل: إنّها ليست صوابًا، والمراد بها انحياز عبد الله الفيصل إلى آل أبي عليان، ضد آل مهنا.
ولا شك في أن حسن بن مهنا لن يرى والحالة هذه فيمن يناصر عبد الله الفيصل، بل أن يرى أنّه إمام المسلمين إلَّا أنّه لا يقدر هذا الموضوع السياسي حقّ قدره.
لأن والده مهنا الصالح قد نأى بنفسه وبالقصيم عن تأييد عبد الله الفيصل أو تأييد خصومه فنعمت البلاد بالأمن ووفرة الطعام، وازدهار العمل في الوقت