للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى عنيزة ماشيًا على قدميه في الحر، وفضل ذلك على أن يخضع لما يطلبه منه أمير بريدة ما لم يقتنع به، كما سبق.

ثم كانت خصومته الكبيرة مع آل رشيد الذين استولوا على الملك من آل سعود وأولهم محمد بن عبد الله بن رشيد الذي استولى على القصيم بعد أن هزم أهل القصيم في وقعة المليدا عام ١٣٠٨ هـ ولكنه كان عاقلًا سياسيًا يعلم ما للشيخ ابن سليم من منزلة فاستدعاه إلى مخيمة في الرفيعة في شرقي بريدة، وتقع إلى الشرق من العكيرشة، فظن النّاس أنّه سوف يؤذيه أو يحبسه.

ولكنه قال له: أنا ناديتك يا شيخ أبي أستفتيك في مسألة أهمتني وهي أنني قد طلقت أي حلفت بالطلاق إن كان أنا استوليت على بريدة أني لأفضاه ثلاثة أيام.

والمراد بالفضي هنا استباحتها لمدة ثلاثة أيام، بأن يقول الحاكم المنتصر الجنوده ولمن أراد من غيرهم: إن لهم الحق في أن يفعلوا فيها ما يشاؤون من القتل والنهب والتخريب والاعتداء على النساء.

قال محمد بن رشيد للشيخ محمد بن عبد الله بن سليم: ولكنني يا شيخ ندمت على ذلك وقلت: المسلمين بذمتي وأخاف من الله أن أحدًا من أهل بريدة يجيه عقاب ما استحقه، وأنا الآن عدلت عن ذلك ولو طلقت نسائي وأنا معي ثلاث زوجات، ولا أدري هو لازم علي أن أطلقهن كلهن أو يكفي إني أطلق واحدة؟

فسأله الشيخ محمد بن سليم عن نيته عندما قال: سيطلق أيريد بذاك زوجاته كلهن أو واحدة منهن؟ فقال: أنا لم أنو شيئًا من هذا وإنما نويت الطلاق كما يقول النّاس.

فقال الشيخ محمد بن سليم: يكفي تطليق واحدة إن شاء الله.

فسأل ابن رشيد الشيخ ابن سليم عن الواحدة التي يطلقها منه، وأيهن