وفي شعبان دعا ابن رشيد عبد الله العبد الرحمن وكبار أهل عنيزة، ركب عبد الله قبل الجماعة، ولما وصل عند ابن رشيد قال له: وش تري؟ قال عبد الله: يا عبد العزيز البلدان ما يحزمها إلا السرايا، وعنيزة ما حنا آمنين من أهلها، ابن رشيد يعرف أن عبد الله مصيب، ولكن ما يحب تشديد الأمور، لأنه شاف اختلاف الأحوال ورأى مجاراة الناس أوفق، طبوا عليه جماعة عنيزة وأبدى لهم الإكرام والمودة، وقال: أظن أني أشمل وأخاف عليكم من ابن سعود، وأنتم معي علم أنكم تحبون العافية، وأنكم أجاويد كراهة للشر، وأنا أحب أن تكونوا خاصة لي.
إلى أن قال: عبد الله (البسام) وأولاده استحسنوا جلب السرية وأرسلوا إلى ابن رشيد خفية عن الجماعة، وطلبوا منه سرية، وأرسل لهم فهيد بن سبهان ومعه خمسين نفر، وصلوا عنيزة في ١٥ رمضان.
ابن سعود يوم اجتمعوا عنده غزوانه ووصلوا إليه أهل القصيم الذين خرجوا من الكويت، استلحق ابن سليم وقال له: ماذا ترى؟ قال ابن سليم: جماعتنا معنا ومشتهيننا ما عدا البسام.
أرسل ابن سعود كتابًا منه وكتابًا من ابن سليم إلى عبد الله العبد الرحمن (البسام) وأهل عنيزة معناه أننا وصلنا الزلفي والنية نتوجه إلى طرفكم أخبرونا عن رغبتكم، وصل الخط بيد عبد الله (البسام) وأرسل إلى الجماعة، ولما حضروا قال: هذا خط من ابن سعود وابن سليم ماذا ترون؟
قالوا: ماذا ترى أنت؟ وإذا عبد الله كاتب جواب الخط، عرضه عليهم وقال: هذا الذي عندي إن كان توافقوني على هذا الجواب وإلَّا هذا ابن رشيد قريب، قالوا: الدرب واحد ما فيها تفرق، مضمون الخط الذي هو كاتب، أنه بأرقابنا بيعة لابن رشيد، ما نحلها ما دام هو موجود، فإن كان فيكم قوة، هذا ابن رشيد عندكم، إن ظفركم الله عليه فنحن وغيرنا لكم، أما ما دام هو موجود