من عبد الرحمن بن فيصل إلى جناب الأمير محمد بن جاسر البجادي سلمه الله تعالى آمين السلام عليكم ورحمته وبركاته.
وموجب الخط إبلاغ جنابكم المحترم جزيل السلام والسؤال عن حالك جعلها الله أحوال خير وعافية، وبعد ذلك من طرف عبد الله بن عبد الرحمن آل بسام وحمولته إذا بدا لهم لازم على يدكم من أي شيء صادرة أو واردة أو تحويل دراهم لا توقف في لازمهم، ولا تحاذر من شيء لأن لازمهم لازم لنا، والذي يلزم عليهم لازم علينا، يكون لدى جنابكم معلوم ودم سالمًا.
وقد أطلت النقل في هذه القضية ليتضح الأمر بالنسبة إلى مسألة مقابلة في الشفاعة والتوسط وهي أنه عندما انتهت معركة الطرفية في عام ١٣١٨ هـ بانتصار ابن رشيد على أهل القصيم ومن معهم صار الشيخ محمد بن سليم مهددًا بالقتل من عبد العزيز بن متعب بن رشيد، ولكنه لم يقتله لما ذكره أو تذكره وهو العلم الذي في صدره على حد تعبير ابن رشيد فاكتفى بأنه نفاه من بلده بريدة إلى قرية النبهانية في أقصى غرب القصيم، فصار طريدا بدون دخل أو أسباب معيشة بعد أن كان قاضيًا معززًا مكرمًا في بلده بريدة.
فقد يقال: إنه كان بالإمكان أن ابن بسام يتوسط لدى عبد العزيز بن متعب بن رشيد وعلاقته به ممتازة، بل علاقة عميقة لدينا ما يؤكدها من عشرات الرسائل التي أرسلها آل بسام للرشيد ابتداء من محمد بن عبد الله الرشيد وانتهاء بعبد العزيز المتعب وأن يطلبوا من ابن رشيد أن يدع ابن سليم وشأنه في بريدة وأن يأمره بما يريد وينهاه عما يريد أن لا يفعله، وهو سيمتثل بحكم الظروف المحيطة به؟