تنزه عن دنيا فلم تستفزه ... يزخرفها أو في خداعها يخدع
وما مَدَّ عينا نحوها إذ تبرجت ... بلى انه في الهجر للكل مولع
لقد نال أسباب السماء بعلمه ... ينادي لمن رام الصعود إلا ارجعوا
قفا أحمدًا قولًا وفعلا فلو رأى ... شوافعهم ذا الشيخَ لم يتشفعوا (١)
حوى العلم والعلياء والجود والتقى ... وسار بهاتيك الفضائل يسرع
وليدًا حوى تلك الخصال جميعها .... إلى يومنا من درها وهو يرضع
ختام نقول إن افاد نقولها ... وان يعزها في صدقه أيضًا اجمعوا
لقد حل في ذا العام مفقد عأ لم ... به الكرب للاسلام قد حل مُفظع
أتيناه قصد الدرس نجني فوائدًا ... محرره في الدرس حين يفرع
فقيل لنا نجم الهداية قد هوى ... من الأفق قوموا أيها القوم شيعوا
فبالحزن للاذقان خر جميعنا ... وسالت لهذا الخطب في الخد أدمع
تَنَهَّد ابكار وصاح عجائزٌ ... وحوقل اشياخ وأدهش رضع
حياري من الإدهاش جل مقالهم ... الهي بهذا الشيخ لا الخلق يفجع
الهي قضيت الموت فادفع منية ... ومن شوقنا في رد روحسه نطمع
فلما تيقنا الممات من الأسى ... عليه قلوب الناس كادت تقطع
وقمت أنادي في الطلول وأدمعي ... تروي الثرى إذ منه وأراه بلقع
سابكيه في نطقي ودمعي وانة ... إذا زفرت منها تكسرَّ أضلعُ
أجاوب ورقاء الحمامة في الدجا ... ويغلبها صوتي اسي حين تسجعُ
فلم أنس إذ حفت به جملة الوري ... كبدر به حف الكواكب طلَّع
ترنمت في امداحه في حياته ... فاطربت في انشادها إذْ أرَجِّع
فلهفي إذا حولت تلك مراثيًا ... اطوف بها هل ذاك في الرزو ينفع؟
ولهفي على فقدان شيخ ذوي الهدى ... فقد كنت حيرانًا فما ذاك أصنع
ولهفي فقد قال اصطباري وليتني ... بردت غليلًا إن جزعت فاجزع
اعزي محاريب العلا بامامها ... فناظرها من فقده اليوم يدمع
(١) لم يتمذهبوا بمذهب الإمام الشافعي في الفروع.