أعزي دروس الفقه بعد دروسها ... فمقلتها من فقده اليوم تدمع
تنكرت الدنيا ولكن تعرفت ... بطيب ثنا أبقاه في الخلق يسطع
كما لبست ثوب الحداد محابرٌ ... الحبر غدا في سندس يتنجعُ
واقلامنا كشفت عليه تأسفأ ... على فقد خد الطرس كم فيه ترصع
بريدة فابكي إن فخرك قد ثوى ... بلحد، ولن يرجى البدرك مطلع
بريدة للحزن السواد ألا البسي ... فعنك بذا أمر الملامة يرفع
به صرت في الأمصار تاجًا بمفرق ... فعادت تعزيك إذ الثاج ينزع
جعلتي له الأحداق موضع رجله ... فكيف سمحتي اليوم في الترب يوضع؟
قفوا أخبرونا هل بنا اليوم مثله ... وهل صار في المآضي بمثله يُسْمَع
قفوا اخبرونا أي شيخ مهذبٍ ... يقوم مقام الشيخ إن ذاك يدعوا
قفوا خبرونا من يشابه شيخنا ... ومن كان من علم الهدي يتضلع
قفوا خبرونا من يَردُّ هدية ... ويابي حلالا من هو المتورع
قفوا خبرونا من يمازح طفلنا ... سواه وجلباب الحياء متدرع
أهلنا عليه التراب آهي ولوعتي ... فهل فيكموا مثلي فتى يتوجع؟
اهالت عليه الترب في القبر راحتيّ ... فما راحتي يدري لها اليوم موضع
تركنا علومًا في الثرى إذ ثوي به ... وعدنا ببرق خلب حين يلمع
لأن نهبت ايدي المنون لجسمه ... فذي سنة ما الموت في ذاك مبدع
فهذا طريق كلنا له صائر ... فذاك مضى وذا ذاك يتبع
تسير قفول العالمين جميعهم ... لذاك وللارواح في الخلد مجمع
واني لأرجو أن يكون مقامه ... بعدن، إذا يبدو به يتشعشع
فيارب حقق ظن عبدك واقبلن ... دعائي لذاك الشيخ فيها يمتع
والحق مُحبًّا قال ذاك بحبه ... فعفوك من ذنبي وان جل أوسع
اتيتك في حب الخيار وسيلة ... ليوم به كل الخلائق تفزع
لفقدان شيخي ليتني لم أكن به، ... والا ففي لحد ثوى فيه أوضع
فيا نوم عين لا تُلِمَّ بمقلتي ... فعينٌ كعيني بالكرى ليس تهجع