للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان محمد قد تزوج بها أم عبد الرحمن وبقوا في عنيزة مكرمين ومبجلين ولما استعادت حكومتنا الرشيدة مجدها السليب باستيلائها على القصيم استدعتهما إلى بريدة (١)، وعينت محمدًا على قضائها وابنه المترجم له قارئًا عليه ونائبًا عنه في غيابه.

وفي عام ١٣٢٣ هـ توفي أبوه وخلفه على القضاء صالح القرناس (٢)، وفي عام ١٣٢٨ هـ ولاه الملك عبد العزيز قضاء البكيرية، وظل فيها قاضيًا محبوبًا بينهم مسددًا في أقضيته، أما بريدة فإنه تولى قضاءها بعد صالح القرناس إبراهيم بن حمد بن جاسر، ثم تولى بعده ابن بشر ثم استعفي وغادرها إلى الرياض وذلك عام ١٣٣١ هـ فنقل الملك عبد العزيز عبد الله بن سليم من البكيرية إلى قضاء بريدة واستمر قاضيًا فيها محبوبًا بين أهلها مسددًا في أقضيته وإمامًا وخطيبًا في جامعها، وكان يميل في أقضيته إلى الشدة وكثيرًا ما يثور غضبه رحمه الله فيخرج عنهم برهة ثم يعود ولحدادة طبعه كثيرًا ما يناله من الخصومة بعض الأذية، فربما ضرب الخصم وانتهره، إذا كان لدودًا وكثيرًا ما يجنح في قضاياه إلى الصلح ويحرص جاهدًا أن يقوم الخصمان راضيين مهما أمكنه.

وجلس للطلبة والتف إلى حلقته طلبة كثيرون، وكان تدريسه على عادة القدامى من أسلافه ومن أبرز تلامذته عبد العزيز العبادي ومحمد الصالح المطوع، وكان من رجال الدين والصلاح وسليمان المشعلي وعثمان بن حمد بن مضيَّان ومحمد العبد الله التويجري وسليمان العمري قاضي المدينة والأحساء، وكان صهرًا له، ومحمد بن رشيد قاضي الرس ثم رنية وعبد الله بن عبدان قاضي عنيزة وعبد الرحمن بن دخيل قاضي لينه وصالح بن عثيمين المقيم في مكة في آخرين.


(١) عودة الشيخ محمد بن سليم من عنيزة إلى بريدة كانت في زمن حكم آل مهنا قبل استعادة الملك عبد العزيز آل سعود للملك بسنوات كثيرة كما هو معروف.
(٢) الصحيح أن صالح القرناس تولى القضاء في بريدة قبل عودة الشيخ ابن سليم من النبهانية إليها.