وقد ترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي بترجمة مبسوطة، فقال:
عمر بن محمد بن سليم: من بريدة، هو العالم الجليل الشيخ الفاضل عمر بن محمد بن عبد الله بن حمد بن محمد بن صالح بن سليم انتقل أجدادهم من مدينة الدرعية بعد الحروب فيها وهدمها، انتقل جده عبد الله بن حمد منها مع ابن عمه، إلى القصيم في بريدة واستوطنها سكنا وتناسلوا فيها.
وولد المترجم له في بيت علم ودين في بريدة سنة ١٢٠٨ هـ (١)، فرباه والده تربية حسنة فنشأ نشأة طيبة وقرأ القرآن على مقري فيها حتى حفظه ثم حفظه عن ظهر قلب وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة، فقرأ على علماء بلده فلازم أباه محمدا ملازمة تامة كما لازم غيره، من علماء بريدة، ولما نُفي والده إلى النبهانية رحل معه إليها، وكان عمره عشرين سنة فصارا متجردين هذا للطلب وأبوه للتعليم والنفع فأخذ عنه الأصول والفروع والحديث والتفسير وعلوم العربية وهو أكثر مشائخه نفعا وملازمة له، ولما استولى الملك عبد العزيز على نجد استدعاهما فعاد مع أبيه إلى بريدة ولازمه في حلقاته، ولما استقر الأمن وهدأت الأحوال في نجد بعثه والده إلى الرياض لملازمة علمائها، فقرأ على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وعلى غيره مدة ستة أشهر فقط، ثم عاد إلى بريدة فلازم أباه حتى توفاه الله عام ١٣٢٣ هـ، ولازم غيره من علماء بريدة ونبغ في أصول الدين وفي الحديث، ورجاله وأجيز بسند متصل وعينه الملك قاضيًا ومرشدًا في هجرة دخنة ثم في سنة ١٣٣٠ هـ عينه قاضيًا ومرشدًا في هجر الأرطاوية، وهي قاعدة قبيلة مطير، وكان شيخهم فيصل الدويش ونفع الله به، فأسكن من روعهم وكان داعية خير ورشد، وظل عندهم إلى سنة ١٣٣٧ هـ، فأنهى مهمته وعاد إلى بلده وتعين إمامًا في مسجد الشيخ ناصر ابن