أبان الخفايا بل إذا لبيانه ... أردت اختبارًا سحر بابل يردف
مثقفة الفاظه حلوة الجنا ... فما غير ذلك اللفظ قيل المثقف
طوى الموت حقا حنبلي زمانه ... طوى الموت حقًّا من هو المتعفف
طوى الموت من في العلم أصبح ساعيًا ... بعزم صحيح مقدما لا يُسوِّف
قفوا خبرونا من إذا ولي القضا ... فميزانه القسطاس ليس يطفف
ومن ذا تطيب النفي يومًا بقوله ... سواه ومن ذا بعده قليل منصف
هو الجبل الراسي تهدم ركنه ... قفوا نبكه يا امة المصطفى قفوا
حوى من مواريث النبوة ارثه ... وصارت به أعلام علم ترفرف
وفي موته الاعلام عادت إلى الثرى ... ورد به الإعلام ما منه خَلَّقُوا
تنكر هذا العصر لكن فانه ... بطيب ثنا أبقاه في الخلف يعرف
وقد لبست نجد ثياب حدادها ... على زوج فضل لا عن الحق ينكف
لئن مهد التمهيد مضجعه له ... فكوكب ما أبقى من العلم مشرف
سابليه بالدُّرَّين: دمعي ومنطقي ... بسلك تأبين عليه تؤلف
أجاوب ورقاء الحمام بشجوها ... وأغلبها في لوعتي حين أهتف
سأنشد قبرًا حل فيه رثاءه ... واشدو واحدو إذ به اتطوف
فلهفي لا مداحي عليه تحولت ... رثاء بها تلك المدامع تنطف
ولكن فما بعد النبي محمد ... رجاء بقاء الخلد لا يتشوف
فما نحن إلا ركب موت إلى البلا ... صروف الليالي للمنية تقذف
فهذا سبيل العالمين جميعهم ... فذا لاحق هذا وهذاك يسلف
فيا رب رو الروح في صوب رحمة ... فقد كان في الدنيا بها يتعطف
وروحه بالريحان والروح والرضا ... والحق به في الحشر من فيه بشغف
وارخ فقيد العصر حين رثاءه ... قضى عالم الدنيا لمولاي يازف
وهذه أبيات رثاء في الشيخ العلامة عمر بن محمد بن سليم عالم القصيم رحمه الله للشيخ عبد العزيز بن الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ:
الدمع من عيني ذو هملان ... والقلب مملؤ بذي الأحزان