هل لكم أن تحدثونا عن نشأة التعليم الحكومي في نجد في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وعن نظرة الأهالي للتعليم الحكومي في بداياته؟
فتحت المدارس النظامية ١٣٥٦ هـ. ولم يكن الإقبال عليها جيدًا وخصوصًا مدرسة بريدة، وقد عين المدرسة بريدة رجل فاضل وكفء اسمه موسى عطار، ولكن أهالي بريدة ينظرون إلى المدرسة من زاويتهم الخاصة حتى طلبوا من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله عدم فتح مدرسة في بريدة لأنه يوجد عندهم ست مدارس (كتاتيب) ولكن الملك عبد العزيز رحمه الله يعلم علم اليقين أن عدم رغبتهم في فتح مدرسة حكومية عندهم ليس زهادة في العلم ولكن خوفًا على أن يُشاب التعليم بما قد يتنافى مع العقيدة الإسلامية.
ولبُعد نظر الملك عبد العزيز رحمه الله مع ما رزقه الله من الحكمة والسياسة رحب بطلبهم وقال لا ينبغي أن تغلق المدرسة بعد أن فتحت، ولكنه طلب من المشايخ وذوي الشأن في بريدة أن يختاروا لهذه المدرسة التي فتحت مديرًا من مواطنيهم ممن تتوفر فيه الشروط وتطمئنون إليه.
عند ذلك اجتمع المشايخ وطلبة العلم واستعرضوا طلبة العلم الموجودين في بريدة وأساتذة الكتاتيب، ومن يرون أنه سيقوم بهذه المهمة فوقع الإجماع منهم على ترشيحي لإدارة المدرسة لأنني ولله الحمد قد نجحت في مدرستي الخاصة التي هي أشبه ما تكون بالمدارس النظامية وكتبوا بذلك كتابًا لجلالة الملك عبد العزيز رحمه الله فأصدر جلالته أمره إلى السيد طاهر الدباغ وكان أن ذلك مدير المعارف العامة بتعييني مديرًا لمدرسة بريدة، وذلك سنة ١٣٥٧ هـ فقمت بهذه المهمة.
وقد واجهتني بعض الصعوبات عندما افتتحت المدرسة، ولكن بالتؤدة والصبر وعدم الإكتراث بما يصدر من بعض المواطنين سارت المدرسة بخطا