١٣٦٩ هـ رغب بعض الموظفين الذين لا يتمكنون من الدراسة النهارية الانشغالهم بأعمالهم الوظيفية وهم بأمس الحاجة إلى زيادة معلوماتهم فطلبوا أن يفتح لهم مدرسة ليلية يقوون فيها معلوماتهم فعلقت على خطابهم ورفعته لجلالة الملك فوافق على ذلك وزيادة لحفزهم صرف لهم مكافأة شهرية.
وحيث إن أكثر مدرسي المدرسة الأهلية من حملة الشهادة الابتدائية التي هي في ذلك الوقت بمثابة الدكتوراه الآن والمدرسة الليلية التي ستفتح عبارة عن المرحلة الثانوية ففتحنا المدرسة الليلية سنة ١٣٦٩ هـ والتحق فيها عدد كبير من الموظفين وحتى من مدرسي المدرسة الأهلية الذين يحملون الشهادة الابتدائية فقط.
وقد سارت سيرًا حسنًا والدراسة فيها تبتدئ من بعد صلاة المغرب مباشرة، وقد أمر جلالة الملك بتأمين القاز والأتاريك لهذه المدرسة لأن الكهرباء لم تدخل البيوت ولا المؤسسات الحكومية، وكانت في مبنى المدرسة الأهلية فاجتمع في المدرسة الأهلية ثلاث مدارس الأهلية والليلية والثانوية.
وعلى إثر المدرسة الليلية فتحت معاهد المعلمين الليلية ثم المعاهد التكميلية، وهذه الليلية قد وضعت لها منهجًا خاصًّا رفعته لمديرية المعارف العامة فوافقت عليه، والمدرسة الليلية ليس لها سن معين، من أراد الدخول فيها كتب معروضًا لسمو ولي العهد فيوافق على طلبه ونعمد بقبوله طالبًا في المدرسة الليلية ولا يتقدم بالطلب إلا موظف ونفع الله بهذه المدرسة بأن قوت معلومات الذين دخلوا فيها وامتازوا على غيرهم حتى إن بعضهم واصل دراسته حتى نال شهادة الدكتوراه.
هذه إلمامة قليلة عن التعليم في مبدأ أمره وما بعده أتركه للقارئ الكريم.