للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المسلمين ليلية والساعات التي بعد الظهر إلى منتصف الليل ساعات ليلية بينما هي عند المسلمين نهارية، إلى غروب الشمس.

- والله سبحانه وتعالى قد أغنانا عما بأيديهم ولنا شرع قائم بذاته كامل من جميع جهاته لا نقص فيه، فالإفرنج يبتدؤن من نصف الفلك الخفي أي منتصف الليل، والمسلمون يبتدؤن من منتصف الفلك الظاهر الذي لا يخفي على عالم ولا جاهل ولا رجل ولا امرأة كما قيدت الأحكام برؤس الأهلة عند رؤيتها وبثلاثين يومًا عند ما يحول دون ذلك حائل من غيم أو قتر أو غير ذلك وباستعمال التوقيت الغروبي تذكير لنا بقوله تعالى (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) الآية فإن الشمس إذا قامت برحلتها إلى الشمال عند درجة ٢٣.٥ ْإلى مدار السرطان تكون الزيادة في النهار والنقص في الليل وعندما تقوم برحلتها صوب الجنوب إلى مدار الجدي عند الدرجة ٢٣.٥ ْ ففي الأولى يشتد الحر وفي الثانية يشتد البرد وجميعها تلفت أنظارنا إلى الخالق العظيم الذي أحدث هذا الكون ويتصرف فيه على وفق مشيئته وإرادته لا يستطيع العباد زيادة فيه ولا نقصًا منه بأوقات رتيبة قد ضمنت مصالحهم فسبحانه من إله عظيم هو المستحق للعبادة.

أما إذا كانت على الطريقة الأفرنجية فلا تعطي هذه المعاني مع ما فيها من مشابهة أهل الكتاب ولاسيما في مبادئ العبادة، وإذا نظرنا إلى أسرار الشريعة الإسلامية التي رفع عن أهلها الحرج وجدناها ترجح جانب الظاهر على جانب الباطن، فالأحكام الشرعية أنيطت بالأهلة واليوم أنيط بغروب الشمس ومجموع الليل والنهار ٢٤ ساعة ما زاد في أحدهما نقص من الآخر، ولم يترتب على سير الشمس أي أحكام، وذلك لصعوبة معرفة الابتداء على كثير من الناس فرجحت الشريعة ما يمكن معرفته لجميع الناس.

وقد سار المسلمون منذ أربعة عشر قرنًا على التوقيت الغروبي يبتدئ اليوم