ثم صادف أن مر عليهم قوم كثير محاربون، قد سروا ليلهم فدهموهم واستولوا عليهم، إذ ليس لهم يدان بقتالهم فأخذوا جميع ما معهم، ولم يسلم مما للتجار إلَّا ابل ابن سمحان وبضائعه سَلِمَتْ لأنها معقولة في مكان خفي لم يعلم بها القوم المغيرون عليهم!
هذا وقد رأيت تراجم لعدد من السمحان أحضرها لي الشاعر إبراهيم بن حمد السمحان فله الشكر وأولها ترجمة جارنا وصديقنا إبراهيم بن عبد الله بن عبد العزيز السمحان الذي تقدم ذكره.
ولد إبراهيم العبد الله في مدينة بريدة (سنة الغرقة) حوالي عام ١٣٤١ هـ، وكان والده عبد الله في الغربية، حيث كان أحد رجال عقيل المتاجرين معها، وحينما حدثت الغرقة ذهبت به والدته إلى أثل العبودي في رأس النفود غرب بريدة، وقد وجدت مئات من النسوة هاربات بأولادهن خوفًا عليهم من الهدم، وعندما تجاوز سن الطفولة رافق والده في أسفاره إلى الغربية، وفي عام ١٣٦٩ هـ سافر إلى المنطقة الشرقية، وكان بضيافة (عبد الله السفيِّر) في مدينة رأس تنورة، وعمل في جمرك رأس تنورة، وفي عام تزوج من الخرج بعد وفاة زوجته الأولى، وأقام هو وأهله في رأس تنورة، وكانت المساكن من الخشب، وقد عمر منزله في كل ليلة، فقد كان شهمًا كريمًا مضيافًا، ثم انتقل إلى مدينة الدمام وعمل بتجارة العقار، وافتتح المكتب الوطني العقاري ليمارس عمله من خلاله.
وقد عرف عنه الصدق في التعامل وسرعة إنجاز ما يوكل إليه من عمل حتى أصبح محل الثقة من الجميع، ويعتبر علما من أعلام العقارات في المنطقة، وهو من أهل الخير والبذل والعطاء، فطالما ساعد الفقراء والمحتاجين وقام ببناء المساجد بالدمام وبريدة وغيرهما، بالإضافة إلى دعمه المتواصل للجمعيات الخيرية، وقد توفي في يوم الاثنين ٢٢/ ١٠/ ١٤١١ هـ بمدينة الدمام وصلى عليه جمع كبير من