(تكافؤ النسب) واحدة من العلل الممضة وجعًا والمرشحة في أي حين لأن تبعث من مرقدها أكثر من مرة إذ تأتي ضمن سياق: (قنابل موقوتة) يتم إدخارها الساعات يحمي الوطيس فيها لصالح حالات من الاحتراب بين أطياف متباينة في قشرتها الخارجية - لمجتمعنا السعودي الصلد، ولم تكن العلة هذه في أصل منشئها إلا منتجًا بدهيًا، أفرزتها الحالات المرضية التي تجاوزها جيراننا، بينما ظللنا الدهر - ربما كله - أوفياء لدمامل هذه العلة بوصفنا ذوي دماء (حلوة) غير الدماء التي تجري في عروق سوانا، من أبناء عمومتنا نسبًا وتاريخًا وجغرافيًا.
ويمكنني القول: إن (تكافؤ النسب) بات رقمًا صارخًا في (فاتورة) جردة حسابات من شأنها أن تتخذ رأس حربة في صراع وهمي ملتاث بالأيديولوجي بين طيفي: (المحافظين) و (ذوي الانفتاح النسبي)! في الأثناء التي يبقى فيها ناس مجتمعنا متكفئين اشتغالًا بهذا الصراع (الوهمي) باعتبارهم مادته (الدسمة) لملء فوهة باروده، إذ يتم صرفهم بالضرورة - وعنوة - عما هو أجدى سبيلًا في ابتغاء الرغد (الاجتماعي) الذي لا تنغصه محاجات لا يمكن لها أن تنتهي إذا ما استؤنف قص شريطها الاحتفالي فيما تكون مآلات النجاح في هذه الخصومات المفتعلة - من نصيب الأطول فيهم (لسانًا) والأكفأ مخاشنة بصخب جهورية أدائه الصوتي، ومن كان فيهم الأشد مسدًا لأوتار حبال حنجرته، والأوفر حظًّا في بروز عروق عنقه إبان حماسه المتقد.
وبكل فالغالب فيمن كان قدره أن يراعي:(تكافؤ النسب) وينشط تاليًا في الانتصار له بما أوتي من بلاغة في القول، واعتساف (للنص الشرعي) في شتي مساقاته المعتبرة.
أيا يكن الأمر فالغالب في هذا الصنف أنك تكاد تقرأ في لحن قوله، وفي زوغان عينيه ما يمكنك أن تفهم عنه: إن محض انتصاره لهذا القول هو الآخرـ