البلدة في ظروف صعبة اتسمت بشظف العيش حيث كان الناس يكدحون ويعملون عامة نهارهم وشطرا من ليلهم ولا يحصلون مقابل هذا الكد إلا على القليل من الرزق ما يسد رمقهم، كان والده سعد بن راشد رحمه الله يعول أسرتين في بلدين مختلفين متباعدين، فالأولى في القصيعة والثانية في بلدة سميرا التابعة لمنطقة حائل، ومع ذلك كان عبد الله مع إخوانه حزمة واحدة، وهم حمد وإبراهيم وعبد العزيز ومانع، رحمهم الله جميعًا.
بدأ عبد الله بن سعد الشبرمي مشوار حياته يطلب العلم، فقد تعلق قلبه بطلب العلم منذ الصغر وصار هاجسه الذي يتملك قلبه، لكن ضيق العيش أجبره على السعي في طلب الرزق مما كان سببًا في عرقلته في التحصيل العلمي، والتفرغ لطلبه بعدها رحل إلى الرياض، فبدأ بتلقي العلوم على يد فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ولازمه وأكثر من الأخذ عنه في شتى فنون العلم كعلوم القرآن، والحديث، والفقه والنحو، متخذًا هو وزملاؤه من مسجد الشيخ مقرًا لهم، واستمر على ذلك مدة من الزمن، ثم رجع إلى القصيعة مساعدًا ومساندًا لأهله وإخوانه، ولم تتوقف همته عند هذا الحد، بل لازم بعض المشايخ في بريدة بعد أن استقر فيها من أمثال الشيخ عبد الله بن سليم والشيخ عمر بن سليم.
كما أنه أقام مدة من الزمن في طلب العلم يذهب خلالها هو وزميله محمد بن عبد الله التويجري من القصيعة إلى بريدة في أول الأسبوع ويرجعا آخر الأسبوع واستمر على هذه الحال زمنا طويلا، كان الشيخ عبد الله بن سعد الشبرمي رحمه الله قوي الشخصية، ذا راي سديد، يتمتع بقيمة اجتماعية طيبة، يحترم آراء الآخرين، ويسعى في مصالح الناس، كما أنه كان رحمه الله لطيف الطبع لين الجانب يحب المزاح، ويكره القسوة، واسع البال رحب الصدر يأخذ تلاميذه باللطف والرحمة يتواضع لهم، ويتلمس حاجاتهم، ويراعي مشاعرهم،