وكلّ الرياض الزاهره يوم جيناه ... وزين الفيافي من قصيّ وداني
وذيك الخيام الليّ بنواظر تركناه ... يَمّ النعايمْ ياهوى كلّ عاني
نسعدْ معه بالقنص بجوٍ عشقناه ... وشوف الظبا ترشع بذيك المغاني
لو شفتِ دمثا بالجميلهْ تمنّاه ... كم راس ظبي من يمينه يبان
وأجوال من برق الحباري لقيناه ... بسّ تدارّج عشرها والثماني
كم سهلةٍ دمثًا بصيده نزلناه ... وروضٍ خضرْ هلّت عليه المغاني
وكم ليلةٍ هطلًا وجميلة سهرناه ... معْ ليلة قمرًا ربيعُ وتهانَي
يا الله يا ذا الجودُ وفضلك شكرناه ... تجمعنا بالغالي بعالي الجنان
وسليمان بن عبد الله الشريدة هذا شاعر له شعر كثير منه قوله:
كمْ منظرٍ هيّج ضميري بالأشعار ... وذكرْ إسنينٍ ماضياتٍ صفايا
بديار نجد للعرب فيها الأسرار ... دار الكرم والخير وزين السجايا
يا ما تذكرني إربوعهْ والآثار ... التي مضوا عبر السنين الخلايا
هي دارنا ما مثلها بكل الأمصار ... في حضرها وفي بدوها والقرايا
إن شفتِ روضٍ عطّ ريحه بالأزهار ... تسعد إعيوني بالفجوج الملايا
ولى شفت ذيك السحب سودٍ بها أخطار ... يا فرحتي بأمطار نجدِ وهوايا
يا ما حلا رفة بروقه والأمطار ... وقت الربيع التي فنونُ وحلايا
ونار الشتا بالليلِ في ذيك الأقفار ... روعة جماله بالسمرْ والحكايا
والى اشعلوا نار الغضا تالي الأسحار ... مع خمسة القهوهْ ترى له مزايا
ونجرٍ يلعلعْ مثل نغمات الأوتار ... وربع على كيفكْ نشاميَّ نقايا