للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وظني أن ذلك سببه أن (بريدة) كانت مركزا لتجارة الإبل وملتقى للقوافل بل هدفا لأهلها، وبخاصة من المهتمين بالإبل.

ثم لشيء آخر وهو أننا لا نعرف رجلًا عمل في بريدة قديما إلَّا اختار السكني فيها حتى بعد تركه لمنصبه ونضرب مثلا على ذلك بالمشايخ عبد العزيز بن سويلم من أهل الدرعية، وعبد العزيز بن بشر قاضي بريدة من أهل الأفلاج الذي تزوج من أهل بريدة فعزله الملك عبد العزيز عنها ونقله إلى الأحساء فاختار البقاء في بريدة والعيش فيها على الأحساء ولكن الملك عبد العزيز لم يوافق على ذلك لكونه بلغه أن الشيخ ابن بشر كان قد قرب جماعة من الطائفة التي تتبع الشيخ ابن جاسر وهي منحرفة عن المشايخ آل سليم الذين هم أقرب المشايخ لآل سعود.

وأذكر أن ابن شريم لم يكن له من الأبناء إلَّا واحدا هو عبد العزيز الذي خاطبه في إحدى قصائده بصيغة التصغير التي تدل على الحنان والتدليل (عزِّيز).

وعبد العزيز أو (عزِّيز) كان من أسناننا ويلعب معنا ونحن صغار ويعرف الأطفال بأنه ليس لوالده رقابة عليه كما يفعل كثير من الناس.

ومرة حضر أناس من أهل شقراء الذين كنا نعرفهم بالمتاجرة ما بين بريدة وشقراء بل وما بين شقراء وبلاد العرض كالشعراء والدوادمي التي حولها أعراب كثير، وكانوا إذا وصلوا إلى بريدة يستأجرون بيتًا إذ لا مجال في بريدة آنذاك - جريا على عادة أهل الأمصار أن ينزل - رجال على صاحب بيت فيه أهله فيظلون يدخلون إليه ويخرجون منه.

والبيوت المعدة للإيجار موجودة فيها ورخيصة.

نزل أهل شقراء وعددهم خمسة أو ستة في بيت غير بعيد من بيتنا ومن بيت ابن شريم، وكانوا يتركون الباب مفتوحًا، فدخل عليهم عبد العزيز ابن الشاعر المذكور