للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رحمك الله يا سليمان:

إن الموت حق، حقيقة لا مراء فيها، وأمر مسلم به لا محالة، وقد خُلق الحكمة إلاهية يعلمها سبحانه، ولعل من ضمنها أن يعمر هذا الكون، وتتوارث الأجيال فيه البقاء والنماء، وحتى لا تضيق الأرض بمن عليها من ناحية، وليختبرنا معشر الناس فيصير (منا الصالحون ومنا دون ذلك).

وصدق الله العظيم حيث قال: (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور).

وما أسعد من ذكر بالخير، وكسب سمعة حسنة بعد وفاته على حد قول الشاعر:

والذكر للإنسان عمر ثان

وربما تكون هذه السيرة العطرة والسمعة الطيبة في الدنيا إرهاصًا لقبوله عند ربه، وحصوله على رضاه في الدار الآخرة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل يقول في آخره ما معناه (إن الله إذا أحب عبدًا وضع له القبول في الأرض).

وفقيدنا الزميل الكريم سليمان بن عبد الله الشلاش الذي خلفني في إدارة التعليم بالقصيم عام ١٣٨٠ هـ عرفته - رحمه الله - رجلًا مخلصًا صادقًا إيجابيًا في عمله، دقيقًا في أدائه له حسب الأنظمة والتعليمات المرعية، ينفذها بحذافيرها، لا يحيد عنها قيد أنمله، وعرفته - رحمه الله - رجلًا متدينًا مستقيمًا مبتعدًا عن الفضول، قليل الاختلاط بالناس لفلسفة يؤمن بها، ونظرة خاصة أتصور أنه مقتنع بها، ولله في خلقه شؤون، أما عمله والواجبات المنوطة به فإنه قد يؤديها على خير وجه حسب اجتهاده ومرئياته.

وأذكر أنه - رحمه الله - أثناء الدراسة معنا بدار التوحيد بالطائف قبل نصف قرن تقريبًا كان مدمن قراءة - إن صح التعبير - لا يقع بين يديه كتاب