وهي بخط سليمان بن سيف وهو كاتب مشهور مر ذكره أكثر من مرة، وسوف يتكرر في الوثائق اللاحقة.
وأول ما يلاحظ فيها أنه كان لشلاش عند كتابتها ملك معروف وهذا لا يتسنى إذا كان وصل لتوه من بقعا، إلَّا إذا قلنا أنه أحضر معه نقودًا من هناك اشترى بها ملكًا أي نخلًا في بريدة فهذا بعيد أو شبيه بالمستحيل لما نعرفه من حالة الناس في تلك الأزمان وصعوبة المعيشة، فضلًا عن التجارة إضافة إلى أن معظم الذين كانوا يهجرون بلادهم مهاجرين إلى غيرها في غير أوقات الحروب والوقائع التي تلجيء إلى ذلك يفعلون ذلك بحثًا عن وسيلة أفضل للعيش.
ويزاد إلى ذلك بالنسبة إلى (شلاش) هذا أنه لو كان ثريًا ذا مال لما ذهب يحاول أن ينشئ ملكًا له في أرض ليس فيها ملك مُغِلٍّ من نخيل ونحوها، تبين بعد ذلك أن هناك من يدعيها مع كونها مجرد أرض، ولاشترى نخلًا جاهزًا عاش منه كما كان يصنع الأثرياء من الفلاحين، وقليل ما هم.
وتقول الوثيقة:
"مضمونه أنه حضر عندي (شلاش) وأقر واعترف بأن عنده وفي ذمته لعمر بن سليم أحد عشر ريال وعريضه إلى الموسم، وأرهنه بذلك نصف نخله المعروف جذعه وفرعه وتوابعه من أرض وصبخة شهد على ذلك حسين بن شريم، وشهد به كاتبه سليمان بن سيف، يحل ذلك الدين في سنة تسع وثلاثين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم".
وهذه بخط سليمان بن سيف وتحتها بخط صالح بن سيف الذي هو كاتب الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم وهو معروف بجودة خطه: أيضًا لحق على (شلاش) خمسة أريل ثمن القعود يحل أجلهن طلوع صفر شهد على ذلك كاتبه صالح بن سيف، وأرهنه في ذلك: القعود وبقرته السوداء العودة وأبراه من جميع عيوبه وما نقل خفه.