السماوة في العراق، إذ كان من ذلك المكان هو الذي يتولى تدبيرهم.
فحدثنا أكثر من واحد إن ابن رشيد بينما كان في الطريق إلى القصيم ومعه جنود الأتراك أولئك صادف في أحد منازله، وكان إذا نزل يطيل في المنزل من أجل أن يجمع جنده ويطيل النظر في كيفية الهجوم على القصيم وعلى ابن سعود فيه.
فصادف (الشويهي) هذا ومعه أربعون ناقة يتكسب بها يريد أن يبيعها في بريدة فأخذه رجال ابن رشيد ومعه الإبل فأمر بضم الإبل إليه وذبحها لقومه.
قالوا: وبينما كان جالسًا في مجلسه الحافل بعد العصر التفت إلى (الشويهي) وقال له: وش تقول بها القوم الترك والعرب ما نقدر نغلبكم بهم أنتم يا أهل القصيم؟
قالوا: فقال الشويهي: شف يد الله من تكون معه، بمعنى أنه لا يدري من يكون الغالب، لأن الذي تكون يد الله معه هو الغالب، قالوا فاستشاط ابن رشيد غضبًا لأنه يشكك في انتصاره على ابن سعود وأهل القصيم أو يتمنى ذلك، وأمر بقتله، قالوا: وكان في مجلسه ضاري بن طواله شيخ الأسلم من شمر، وماجد بن حمود بن رشيد فلما انصرفا من مجلسه بعد المغرب وكان الظلام قد حل كان أحد أهل الأشخاص من الجيش الذين مع ابن رشيد يقضي حاجته ولم يرياه فسمع ضاري بن طواله وهو يقول لماجد بن حمود: الأمير وش نوحه على ها الحضري يذبحه، وهو ما سوى شيء؟ والله إنه مخطئ بذبحته.
قالوا، فقال ماجد بن حمود: والله أني أظن أن الأمير نسي نفسه بالسماوة.
يريد أنه منذ أن شعر بقوته بسبب انضمام الأتراك إليه، وهو في السماوة في العراق قد نسى خوف الله.