فانحنى محمد ليلتقطه من الأرض فلم يجده وأخذ محمد ورشيد وبعض المارة في البحث عن هذا الجنيه فلم يجدوه، ولو أنهم ربما نخلوا التراب، وهنا ثار ثائرة صاحب الجنيه واتهم محمد بإخفائه وصارت مشادة كلامية، وهدد صاحب الجنيه بالشكوى على أمير حائل آنذاك عبد العزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي آل سعود وهو حاكم حاد وسريع الحكم والتنفيذ، فما كان من الوالد حين بلغة الأمر إلا أن خاف على محمد الصانع فزكاه من تهمة إخفائه للجنيه ودفع جنيهًا لصاحبه، وبعد فترة من الزمن قد تصل للسنة قام رشيد المذكور بارتداء معطف شتوي كان يلبسه وأدخل يده في جيوب المعطف فإذا به يجد الجنيه بداخله أي أن الجنيه لم يسقط بيد محمد ولا الأرض، بل سقط في جيب معطف رشيد الخرمه، ودارت الأيام حتى استقر محمد العلي الصانع بالرياض وتوفي بعد أن تجاوز الثمانين من العمر وبعد أن أصبح من أصحاب المليارات، لم ينس محمد الصانع موقف الوالد من تلك الحادثة فأكرم الوالد غاية الإكرام وساعده كما ذكرت، ويشاء الله أن يتولى محمد الصانع العناية بجنازة الوالد حينما توفي ونحن في بريدة وليس عنده إلا الأخ صالح والأخ عبد الله فقد اتصل صالح الحوشان على الأخ صالح يسأله عن الوالد في الدقائق التي توفي فيها وكان صالح الحوشان بالسوق التجاري فبلغ محمد العلي الصانع الذي قام بإبلاغ الجماعة ودعوتهم للصلاة عليه في الجامع الكبير في الرياض، ودفن في مقبرة العَوْد في ١٨/ ٧/ ١٣٩٤ هـ، الموافق ٨/ ٧/ ١٩٧٤ م. انتهى.
ومع أن اسم أسرة (الصانع) يدل على الصناعة فإن عددًا من أفرادها لم يمارسوا أية صناعة، وإنما كانوا تجارًا حتى في القديم، وقد عثرنا على وثائق عديدة لأوائلهم تدل على ذلك.
فكان من أثريائهم المشهورين في القديم محمد بن ناصر الصانع، وبعض