بقي أن نعرف تاريخ وفاة فهد الصبيحي، ويمكننا أن نعرف زمنه فهو في القصيدة يحث محمد بن علي العرفج أحد الأمراء من بني عليان على المجيء إلى بريدة.
ومعلوم أن وفاة محمد العرفج هذا كانت في عام ١٢٥٨ هـ، وتلك القصيدة نظمها الصبيحي في حياته أي حياة محمد العرفج حتمًا.
والقصيدة الثانية موجهة إلى زيد ابن الأمير محمد بن علي العرفج وهي بعد الأولى بقليل، أي في منتصف القرن الثالث عشر على وجه التقريب.
ولكنني وجدت شهادة الفهد الصبيحي على مداينة مؤرخة في سنة ١٢٤٧ هـ بخط الكاتب المشهور المكثر من الكتابة سليمان بن سيف.
وهي واضحة الخط وسوف يأتي نقلها في رسم (الطويان) في حرف الطاء، وفيها أنه شهد عليها فهد الصبيحي ومحمد بن رزقان، وقد مات فهد الصبيحي في عام ١٢٥٥ هـ.
وشعر فهد الصبيحي رائع اللفظ، سهل القول، ولكنه ممتنع على من يريد أن يقول مثله، ويحوي كلمات وألفاظا نفيسة من الفصيح الذي كان مستعملًا في العامية ثم مات في عهدنا الحاضر، وقد استفدت به بأن استشهدت منه لتلك الألفاظ.
أما معانيه فإنه يحوي صورا شعرية رائعة تحتاج إلى دراسة مستقلة، وما أجدره بأن يكون أساس دراسة لغوية تربط الماضي البعيد بالماضي القريب الذي هو عصر الصبيحي بالحاضر من الناحية اللغوية.
وما يجدر ذكره أن خاله هو الشاعر الفحل محمد بن علي العرفج الذائع الصيت في الشعر الذي عرف سائر الفنون الشعرية، وسوف نختار من شعره - أي محمد العرفج - مختارات وصلتنا من مصادر مكتوبة قديمة صحيحة، وليس عن الموجود في الطبعات المحرفة - لأن شعره يحتاج في كتابته إلى عناية خاصة.