وفي صباح اليوم التالي وكان القوم متصافين: ابن رشيد ومن معه في جهة وقبائل عتيبة في جهة مقابلة فركب الصطامي حصانًا له وهو فارس معروف.
ودخل الميدان قائلًا بأعلى صوته:
وين محمد بن هندي؟
من شاف محمد بن هندي؟
قال جدي: فبرز محمد بن هندي من جهة جيش عتيبة لأنه كان عارفًا بالموضوع مستعدة، وكان ابن هندي على فرس: أنثى من الخيل - وهي أصغر قليلًا في الحجم من حصان الصطامي، ولكن المعروف أن الفرسان من الأعراب يدربون خيولهم على الكر والفر حتى تعرف الخيل مضامين كلامهم.
قال: فأقبل ابن هندي على فرسه، فلما رآه الصطامي قصده وهو بحصانه بأقصي ما يستطيع من الطرد ليصل إليه، ولكن ابن هندي انهزم بفرسه، فقال العارفون بالأمر منا: إنه يستطرد له أي يريد أن يبعده عن الميدان القريب من قومه.
فتبعه الصطامي ولا يزال ابن هندي يبتعد عن المنطقة القريبة من جيش ابن رشيد.
فلما رأى الصطامي أنه قد أبعد عن جماعته وأنه إذا استمر في ذلك سوف يصل إلى جيش عتيبة، وربما رماه بعضهم ببندق أو نحوها مع أن مبارزة الفرسان في العادة لا يكون فيها ذلك.
فانصرف الصطامي بحصانه بأقصى جريه عائدًا إلى مكانه الأول، فانحرف إليه ابن هندي بسرعة قال جدي: ولم أشبه فرس ابن هندي إلا بالعقاب وهو نوع من الصقور لشدة جريها فلحق به بسرعة وقد انحنى الصطامي إلى عنق الفرس شأن من يريد من الفرس أن تركض به.