للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حضر الأولاد يمرون ما درسوا صباحًا ويخرجون قبيل العصر ثم يأمر من كان من الدرجة الثالثة أن يكتبوا لأهل الهجاء في ألواحهم ويحضر كبار الطلاب بعد صلاة العصر في دكاكين في السوق لتعلم الكتابة والحساب، وقد وافق في زمنه حظًّا وافرًا وقبولًا كبيرًا فكان في بلدة برة محترمًا موقرًا، وكان له صوت حسن ويمتاز ببره بوالدته وقد امتد مرضه زمنًا يقرب من ثلاثة أشهر فالله المستعان، أما والده فهو إمام مسجد (عودة الرديني) زمن آل رشيد وهو محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الصقعبي يحسن جودة الخط وله قلم جيد في الكتابة وقد نسخ كتبًا كثيرة ومصاحف بيده لخلو زمنه من المطابع وكان جهوري الصوت حسن التلاوة يصلي إمامًا في مسجده المشار إليه في ليالي رمضان فيحضر للصلاة خلفه خلق كثير وجمع غفير من الرجال والنساء حتى ربما امتلأ المسجد.

كما كان - رحمه الله - أمينًا ورعًا تودع عنده الودائع والأمانات ويحافظ عليها إلى أن يستردها منه أصحابها، حتى إن الأمانات لتنقل إليه من خارج بريدة لتودع عنده.

تلاميذه:

درس في هذه المدرسة خلق كثير وحسبما أورده إبراهيم بن عبيد في التذكرة أن فيها أربعمائة طالب، ومن هؤلاء الطلاب إبراهيم بن عبيد نفسه، ومنهم عبد الله بن صالح بن هزاع، كان طالب علم، ومؤدبًا للصبيان قليل الشر قد اشتغل بصلاح نفسه وكان شابًّا رزينًا نشأ على العفاف والبر والصلة توفي قبل شيخه بحوالي ٣ أشهر وسنه ٢٥ سنة، ومنهم حمد الجاسر ودرس فيها فترة من الزمن وأثنى عليها، ومنهم الأمير محمد المحمد السديري المولود في بريدة عام ١٣٢٦ هـ، ومنهم كذلك عبد الله الصبيحي الذي التحق بالمدرسة بعد مقدمه مع والده إلى بريدة.