ويحدثنا الشيخ الصمعاني فيقول: موضوع العلاج بالكي موضوع حساس، ومتداخل، ويعتمد بشكل أساسي على الخبرة والمهارة، ولا يمكن حصره في قالب ضيق أو نطاق محدود، كما لا يمكن وصفه بكلمات، وطريقة تطبيقه متناهية الدقة، لأنه يعتمد على قوة الطبيب المعالج، ودقة ملاحظته، ومهارته في أخذ أعراض المرض من وصف المريض، ولا يخفى عليكم أن التعامل هنا مع الحديد والنار، وقد ورد ذكر الكي في بعض الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن عندما نتعامل مع الكي فإننا نأخذ بمبدأ القول العربي (أخر الدواء الكي)، فغالب الحالات المرضية التي تعرض علينا تكون قد استكملت العلاج بالطريقة الحديثة، ونحن نؤكد على المريض بأن يستكمل جميع العلاجات التي يريدها ويستنفدها قبل أن يأتي إلينا، فإذا أتي إلينا، وجب عليه إتباع العلاج الذي ننصحه به، ونجري فحص المريض بالاستماع إليه، وتركه يصف لنا أعراض المرض، ثم نطمئنه، ونكسب ثقته، وهذه تعاليم ديننا الحنيف أن نتلطف بالمريض، ونهوِّن عليه مصيبته، وهذا أمر مهم جدًّا في العلاج.
ثم نتحسس (نجس) عروقه، ونفحص عينيه ولسانه، على حسب الحاجة، وعلى حسب نوع المرض، ولا نُقْدِم على كي المريض، إلا إذا رأينا أنه سيستفيد، بإذن الله، من عملنا، وعندها نُعَيِّن مكان الكي، ثم نحمي أداة الكي المناسبة على النار حتى الإحمرار، ثم نلمس بها المكان المحدد لمسة خفيفة، بطريقة لا تحدث تشويهًا للمريض.
ومن الأمراض التي نقوم بعلاجها، الشلل النصفي، والشلل الكامل، والهذيان والنسيان والتوتر العصبي وشلل الوجه، وآلام الرِّجل (وهي متعددة) والصرع والربو والنوط والبواسير والنواسير والصفار والغرغرينا والنزيف (وهو أنواع) وخروج سوائل غريبة من الأعضاء التناسلية وآلام اليد وآلام الظهر، وهذه الأمراض كلها نعالجها بالكي، والتكميد، والحمية، أو بأحدها.