واعتقد أنك تذكر قصة الصحابية التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره فيمن تزوج حيث خطبها ثلاثة نفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلان لا ينزل العصا عن عاتقه وفلان رجل مزواج، ولكن تزوجي فلانًا، ويتفق العلماء على أن أقوال الصحابة وأفعالهم رضي الله عنهم حجة قطعية الدلالة لكونهم أفضل الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام، وهم أعلم بمقاصد التشريع جاء في كتاب (الموافقات في أصول الشريعة ج ٣ ص ٧٤، سنة الصحابة رضي الله عنهم سنة يعمل بها ويرجع إليها).
الزواج بنية الطلاق على عهد الصحابة رضي الله عنهم دون أن ينكر أحد منهم على من يتزوج بنية الطلاق، بل كان على مرأى ومسمع من رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إذًا - فسكوتهم مع فشو الخبر بينهم يأخذ حكم الإجماع.
وكان من بين الذين اشتهروا بالزواج بنية الطلاق المغيرة بن شعبة رضي الله عنه حيث نقل شمس الدين الذهبي عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال:"لقد تزوجت سبعين امرأة أو أكثر، وكان يومًا تحته أربع نساء فصفهن بين يديه وقال: أنت حسنات الأخلاق، فأنتن الطلاق" وكان ينكح أربعًا جميعًا ويطلقهن جميعًا.
وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يتزوج بنية الطلاق، وكان مزواجًا مطلاقًا، وكان يمسك في عصمته أربعًا ثم يطلق ليتزوج بدالها بنية الطلاق بدليل ما نقله الثقات من المؤرخين قال الحافظ بن حجر في ترجمة الحسن بن علي في كتابه الإصابة:(كان مطلاقًا أي كان يتزوج ويطلق أهـ، قال الإمام شمس الدين الذهبي، وكان منكاحًا مطلاقًا تزوج نحوًا من سبعين امرأة وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن، فإنه مطلاق فقال رجل والله لنزوجنه فما رضي أمسك، وما كره طلق) أهـ (١).