إذًا - فكيف يسوغ لطالب علم في القرن الخامس عشر مثل الشيخ صالح المنصور أن يحاول نسف حكم معمول به من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم فيشكك بما نقله الثقات عن الحسن بن علي رضي الله عنهما حيث يقول في ص ١٢٩ "لو قلنا بصحة ما نقل عن الحسن رضي الله عنه من كثرة الزواج بنية الطلاق لقلنا إن هذا فعل صحابي ولا يقبل إذا تجرد عن الدليل" أهـ.
وقال: إن الإجماع منقوض بمخالفة الأوزاعي في القديم والشيخ محمد رشيد رضا في العصر الحاضر، مع علمه بأن الأوزاعي ليس من الأئمة الأربعة، وأن الشيخ محمد رشيد رضا ليس حجة ولا تضر مخالفتهم ولا نملك إلا أن نقول: اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. انتهى.
وما زال الشيخ إبراهيم الضبيعي يفيد الطلاب وطلبة العلم ويرشدهم إلى مواضع البحث حتى مرض وتوفي في منتصف شهر ربيع الثاني عام ١٤٢٢ هـ.
وقد نشرت جريدة الرياض في عددها الصادر يوم الجمعة ٥/ ٤/ ١٤٢٢ هـ ١ يوليو ٢٠٠١ م نعيًا للشيخ إبراهيم بن محمد الضبيعي بقلم الدكتور محمد السويد، قال:
في رحيل الشيخ إبراهيم الضبيعي:
بالأمس القريب فقدت بلادنا علمًا منيرًا وشخصية علمية ورجل ثقافة وصاحب رؤية شرعية ذلك هو الشيخ إبراهيم بن محمد الضبيعي تغمده الله بواسع رحمته وجعل ما أصابه في مرضه الأخير طهورًا وأعظم أجرًا.
عرفت الشيخ إبراهيم الضبيعي عندما بدأت أتعرف على أول معالم الحياة، فقد كان رفيق درب لوالدي أطال الله في عمره وأمده بالعون إنه على كل شيء قدير.