للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رحمه الله - صاحب رؤية وفي كتبه العديدة فكر جديد لا يختلف مع سابقه، وإنما يضيف إليه ويدعمه وهذا ما تميز به الراحل في نشره لكتبه ومقالاته.

إن الحديث عن الجانب العلمي للشيخ إبراهيم الضبيعي يطول وخبرتي عنه - رحمه الله - انقطعت منذ ما يزيد على عشرين عامًا، ولكن في العشرين السابقة لها ما يشفع لي بتسطير الكثير، لأن نهجه ومنهجه - رحمه الله - لم يتغيرا وأخباره تصلني على المنوال نفسه.

لقد رزقه الله محبة الناس وتألفهم حوله وتلك نعمة قلّ أن تجد غيره منعمًا بها، كما حباه الله نفسًا مهذبة تحسن التعامل مع كل الطبقات، بل مع الصغير والكبير في آن، وفي هذا الصدد لا يمكن لي أن أنسى كيف كان يعاملني ومن هُم في سني ونحن صغار تعامله مع الكبار فلا ينقطع عنا بالتأييد والتشجيع وهو أسلوب تعامل لم يكتشف أثره الإيجابي كثير من كبار ذلك الزمان وحتى هذا الزمان أيضًا.

صفة الكرم بلا حدود صفة اتسم بها الراحل في وقت كان العطاء مكلفًا وكثيرًا ما كان فوق الطاقة خصوصًا من هم من طبقة الوسط كحال الشيخ - رحمه الله - وقد كنت أيامها أي نهاية الثمانينات الهجرية وبداية التسعينات أعجب من بذل الشيخ لمرتادي مجلسه في كل الأوقات بدون تأفف.

وحرصه على اقتناء الكتاب بلا وصف حتى جمع مكتبة يندر أن يحظى بها فرد واحد، فقد كان زائرًا دائمًا للمكتبات، وفي سفرياته الكتاب هو المطلب الأول وفي معارض الكتاب القليلة في بلادنا تراه في صف المقدمة، وأذكر أنه اضطر في مرحلة من حياته إلى بيع مكتبته على مضض ويبدو أن للحاجة المادية دافعها، فباعها وكل من عرف الشيخ غير مصدق في تفريطه بها، ولكنه لم يصبر على الكتاب فعاد مرة أخرى لتأسيس مكتبة أصخم من الأولى، وكان له ما أراد.