ثم استأنف فقال: وسبعة أصواع عشيات له في جمع رمضان، والجمع هنا جمع جمعة، وذلك أنهم كانت جرت عادتهم أن العشاء الذي يوصي به الميت يعمل في يوم الجمعة في رمضان.
ثم عبارة كانت معتادة إلَّا أنه صاغها بلفظ جيد وهي قوله:
"فإن أغنى الله الورثة فما بقي ينفذونه في أعمال البر فإن احتاجوا فهم في حل".
وعاد إلى ذكر الوزنات الثلاثين التي كان خصصها لإفطار الصوام في المسجد فذكر أنها إن احتاجها أهل مكانه أي أهل حائط النخل هذا الذي ذكره فيفطرون بهن ولا حرج.
ثم ذكر (اللاحمية) كما تعرف الآن باسم (نبتة لاحم) وكانت ذات شأن عندنا وعندهم، لأنها تبكر بالطلع وترطب قبل غيرها، وتلك مزية عظيمة في وقتهم الذي كانت فيه الشيعة من الرطب المبكر أمنية الأماني.
قال:
و(نبتة لاحم) والحلوة ويريد نخلة الحلوة ولذلك قال: أم الحلى، والحلى: جمع حلوة بمعنى أنها التي خرجت منها نخلات الحلى نزعت منها وغرست في مكان آخر لطقاق الباب، و (طقَّاق الباب) عندهم اصطلاح يدل على السائل الذي يطرق أبواب الناس يطلب منهم أن يعطوه قليلًا من التمر لا يتجاوز في أكثر الأحيان ما يؤخذ باليد ويعطاه إياه بيده.
و(طقاق الباب) هو خلاف المحتاج المستحي الذي لا يسأل الناس.
ولأهمية اللاحمية والحلوة ذكر أن عمارتهن نصفهن أي الفلاح الذي يقوم على عمارة النخل بسقيه وإصلاحه واستغلاله لا يجوز أن يأخذ على ذلك