للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما أبا الخيل فهو صك على روحه يوم وليلة هذا وأبوي بالمدينة المنورة أراد الله وأوضعت أمي بي، وكتبوا لأبوي بالمدينة، وبشروه وهو قيل إن جاب الله ولد فهو محمد وإن جاب بنت فهي هيلة.

ثم جاء أبوي من المدينة وأنا لي من العمر سنة وجلس في بريدة والحروب لا تزال بين الطرفين (١).

ثم جت سنة الجوع (٢)، وتوقفت الحروب مقدار سنتين، وكل يجمع ويسن ضروسه على الثاني.

ثم لما كان لي من العمر أربع سنوات ارتحل أبوي من العريمضي ونزل بريدة فنزل بدار يقولون له دار القطنيه وهي تقرب لنا من جهة أبوي وأخذ به سنتين، ثم ارتحل من الدار ونزل دار يقولون له دار الخال، وأكثر إخواني ولدوا به، أول الماجودين إبراهيم وأخذ به قريب من ثمان سنوات أو تسع، ثم ارتحلنا منه ونزلنا بدار البصيلي اللي بشرق مسجد ابن كريديس (٣).

ثم لما كان لي من العمر خمس طعش سنة أو ست طعش طرشت أنا وأبوي للكويت على طريق الجبيل، لا قرش ولا ريال ولا معرفة ويسهل الله سفينة تبي تمشي بكرى للكويت وإلى هناك شخص يقال له العمري، وأبوي ما يعرفه وخويانا: ناصر السدره وابن سرهيد، وعيال الجروان عبد الله وصالح وجماعة قريب عشرين نفر، ويقضبون بالخشبة (٤)، جميع، وإلى حنا جايين مع يحي الخريف ما عطيناه كروة قال: أبد، ما تروحون حتى تعطونن كروه (٥)،


(١) يعني ابن سعود وابن رشيد.
(٢) سنة ١٣٢٧ هـ.
(٣) مسجد ابن كريديس هو مسجد عبد الرحمن الشريدة وابن كريديس إمامه، ويقع في شمال بريدة القديمة.
(٤) الخشبة السفينة.
(٥) أي: أجرة نقلهم من بريدة إلى الجبيل.