وهو تسجيل ما لم يسجل أو يطبع من الأدب الشعبي والقصص التي تتعلق بالأسر، ولكنه لم يقتنع بذلك وصارحني بأن هذه الاختيارات جيدة، ولذلك لم يكن لها من الأثر عند الناس مثلما كان لكتابه (نزهة النفس الأديبة).
هذا مع كونه يختصر بعض القصص ويستعجل النتائج منها، وبعضها يحذف أبطالها الحقيقيين بحجة أن المقصود هو الرمز منها وليس ذكر الأشخاص.
وعلى أية حال فإنه مثل أخيه محمد في كونه متميزًا بهذا الشيء وأنه جاء بما لم يجيء به معاصروه من الناحية الأدبية.
والغريب أنه إذا تحدث عن بعض القصص بعفوية وبأسلوبه العامي المطعم بالفصيح كان لحديثه الشفهي حلاوة وعليه طلاوة، بخلاف ما إذا كتبه وقصد أن يكون بالفصحى.
ولإبراهيم الطامي كتاب بعنوان:(ديوان من الشعر النبطي المختار) ذكر أنه اختاره من دواوين عدة، ومعنى ذلك أنه نقله أو أكثره من دواوين مطبوعة.
ومن المعلوم أن أكثر هذه الدواوين محرفة، لأن القائمين على طبعها لا يعرفون كيف يصححون أخطاء المطابع، وكل من طبعها بعد ذلك أضاف غلطًا جديدًا إلى الغلط القديم فيها، ولم يسلم الديوان هذا من ذلك، فهو يزخر بالتصحيف والتطبيع حتى تصعب قراءة بيتين أو ثلاثة منه من دون أن يجد قارئها شيئًا من ذلك فما بالك به كله.
وخير ما فيه ترجمة للشاعر محمد العوني التي كتبها في أول الكتاب لأنه بدأ به قبل غيره من الشعراء، ولولا ما في أسلوبه من جمل وتعابير غير معروفة في الفصحى أو غير مستساغة فيها لكانت مقدمة رائعة، وقد طبع الجزء الأول في مطابع القدس بالقصيم في ٢٣١ صفحة.