للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يقول الوالد: فقلت له وأيضًا مات اليوم فيه رفيقاي، ذهبا يحضران بنزين ولم يحضرا بعد لأننا رأينا ليلة البارحة أنوار ظنناها هي القرية التي نقصدها (الحني).

قال القائد الأنوار التي رأيتم هي أنوار سيارتي ورفقاي واقفين للاستراحة وتناول العشاء ولا نسير إلا ليلًا بعد ما يبرد الجو، وقد ممرنا من عندكم ليلة البارحة وقد عدت أنا لجلب إطارات لبعض سياراتنا حيث انفجر عدد من الإطارات دفعة واحدة.

ولا عندك هنا قرى لا (حني) ولا غيرها: وعندك الأمير ابن جلوي اشتكني عليه، لأنني لا أستطيع مساعدتك بهذا المكان!

يقول الوالد: وضع القائد فنجان القهوة وركب سيارته ومشي أما أنا فلم تعد تحملني رجلاي والقلق يساورني والإحباط أخذ من جسمي كل مأخذ.

عندما سار الرجل حوالي ثلاثة أو أربعة كيلو مترات عاد وقال: الله أعلم أنه مرسلني لك بسبب تعطل سيارتنا، فخذ قليلًا من البنزين وتيسر أنت من خط وأنا أسير من خط آخر متوازيين لعلنا نعثر عليهما قبل حلول الليل.

فقلت: كثر الله خيرك!

صرنا نسير هو بسيارته وأنا بسيارتي على خطين متوازيين ولم يغب أو يختفي بعضنا عن بعض، إلا أنه أسرع سيرًا مني لأن رجلاي صار بهما رعشة قلقًا على حماد ومحمد وأتخيلهما ميتين وماذا أعمل بهما؟ ! يقول الوالد: سرنا مسافة حوالي عشرين كيلًا، فإذا بقائد السيارة يصيح ويصرخ أبشر يا إبراهيم، أبشر يا إبراهيم هذا واحد منهما، أسرعت بسيارتي، نزل الرجل وركض إلى الرجل المنطرح أرضًا وبجانبه الجالون.