وذكره الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان في كتاب (من أفواه الرواة) بقوله:
شخصية مميزة:
ولد العم صالح بن عبد الكريم الطويان" - رحمه الله - عام ١٣١٧ هـ تقريبًا، توفي والده وعمره ثمان سنوات، أي أنه عاش يتيمًا، درس في (كتاب الصقعبي) كما درس بعد ذلك في مدرسة بمدينة دمشق، وعاد إلى بريدة حيث درس في حلقة الشيخ إبراهيم الجاسر - رحمه الله.
وكل هذه الفترات الدراسية لم يكملها، إذْ مر بها في مراحل زمنية قصيرة لظروف أسرته في ذلك الوقت، لكنه بعد ذلك ثقف نفسه ذاتيًا، فقد كان ولوعًا بالقراءة الحرة، محبًا للمباحثة، شغوفًا بتعلم كل شيء، ومثل أبناء جيله في ذلك القرن انخرط في قوافل العقيلات، فامتهن تجارة المواشي والبضائع بين الجزيرة العربية والأقطار المجاورة.
وفي عام ١٣٥٨ هـ اشترى مزرعة التغيرة ببريدة، فترك حملات العقيلات، وأصبح مزارعًا، وحين اشترى هذه المزرعة الواقعة شمال شرق مدينة بريدة أخذ أقاربه وأباعده يلومونه على هذا القرار، لكساد سوق الزراعة في ذلك الوقت ورواج حركة التجارة المتنقلة، لكنه - رحمه الله - كان بعيد النظر، يستقريء المستقبل، فكان يقول إن طور العقيلات قد انتهى، وإن البلاد ستدخل في طور حضاري آخر تستقر فيه الناس وتنشط حركة العقار والزراعة، وكان له في مثل هذا التطلع مواقف عجيبة، أدركها بمواهب منحها الله له، من ذكاء نادر ومطالعات مستمرة، ومحاورات كثيرة مع كبار المفكرين في الأقطار العربية المجاورة.
وكان يرى أنه سيكون لتوحيد المملكة وتفجر ينابيع البترول أثر في تغيير الأحوال السائدة في البلاد، ولهذا انسحب عن حملات العقيلات وسنه لم