من أحياء بريدة الشمالية الشرقية، وقد تجاوزته عمارة بريدة إلى أبعد منه كثيرًا من جهة الشرق والشمال، وكانت التغيرة قبل ذلك بساتين من النخيل وحقول خضر من الحبوب.
والكتاب: خواطر وتعليقات وذكريات من الماضي القريب الذي جعله التحول الاجتماعي السريع في بلادنا بعد اكتشاف النفط وتدفق عائداته يبدو كالماضي البعيد، الطبعة الأولى عام ١٤٣١ هـ في ١٣٧ صفحة.
وهذه نماذج ثلاثة من موضوعات الكتاب الذي نحن بصدد الكلام عليه وهو (حمرة على أطراف السعف) أحدها بعنوان (محكية تراثية) ص ١٤ - ١٦.
محكية تراثية:
(حين كان الشتاء يطرق الأبواب، لم نكُ بحاجة إلى طرق باب (علي بن عوض الفريدي) كان بابه مفتوحًا، ورائحة دخان وقدة (الأرطى النجدية) تمتزج مع رائحة (العود الهندي) والقهوة العربية على النار، وفي الواجهة تشكيلة تراثية تحكي أعماق التراث وجذور الوطن، كل شيء في (القهوة) يُحدث عن تاريخ الركبان، وحكايات الرجال، وقصيد الشجعان، وشرب (أبو مياح) الفنجال الأول، وحكى محكية تراثية:
كان رجلان من العقيلات في طريقهما إلى الشام، وقد تحزما بنقودهما، وتوكلا على الله، ينويان المتاجرة والمصافقة في الأسواق، وامتد بهما الطريق، وقد بشر الوسم بمزونه الأولى التي أمطرت فملأت التلاع بمخزون المياه، وأوقف الراكبان راحلتيهما ونزلا قرب موقع ممطور تحيط به غدران المياه، وأخذ أحدهما يجهز الغداء، وتقدم الآخر ناحية غدير الماء، فخلع حزام النقود الجلدي (الكمر) ووضع ثيابه، ونزل يسبح في غدير الماء!
وفجأة تحوم (حدأة) جارحة - فتمسح المكان، ثم تهوي إلى حيث (الكمر الجلدي) المملوء بالنقود الذهبية، فتحمله وتصعد به إلى عنان الجو، و (العقيلي)