للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تر يومًا غضبانة أو زعلانة أو مكتئبة، فالابتسامة لا تفارق محياها، وإئمًا هاشة باشة، كثر الله أمثالها وأسعدها في دينها ودنياها (١).

والحكاية الثانية، قال سليمان الطامي:

روي هذه السالفة الصديق صالح بن سعد العامر، قال فيها:

كان شاب يعيش مع والدته عاطلا عن العمل، وأحواله المادية ضعيفة، وفي أحد الأيام قالت له والدته: لما لا تذهب إلى عمك في (عين ابن فهيد) لتعمل عنده، فهو رجل ميسور الحال، وغني كريم شهم، فلن يبخل عليك بشيء، فاجلس عنده عدة أشهر للعمل حتى تبني وتدبر أمورك.

استحسن الشاب فكرة والدته وذهب إلى عمه سيرًا على الأقدام لأن الشاب وأمه يعيشان في أحد مراكز الأسياح القريب من (عين ابن فهيد)، وعندما دخل الشاب أحد شوارع العين، صادفه بالطريق فتاتان في سن الزواج على قدر كبير من الحياء والجمال، فسلبتاه عقله.

جلس تحت جدار أحد المنازل، وأنشد الأبيات التالية يتمنى إحداهما ومما قاله بهما الأبيات التالية:

يا طفلتين بقصر العين ... لو أن حداهن تهيالي

ما غبط اللي ملك لكيّن ... ما بين نيرات وريال (٢)

واحد محله بحق العين ... والثاني مع القلب نَزَّال

وكان بالقرب منه وهو ينشد الأبيات السابقة رجلٌ متخف يستمع شعره، وبعدما سمع الأبيات، ذهب الرجل مسرعا إلى والد الفتاتين، وأخبره بما سمعه


(١) سواليف المجالس، ج ١٠، ص ٣٦ - ٢٨.
(٢) اللك: مئة ألف ريال، واللكين: مئتين ألف، نيرات: جنيهات ذهب.