(الزرقاء) ولما وصل إلى مرقب الشماس وقفت، أخرى ومات بعضها عنده، فلما دخل بهن على عبد الرحمن العبودي لمس السالم منها فلم ير فيها ضريع وإذا آذانهن كفرش الملح من القرد والحلم الصغار فقال عند ذلك عبد الرحمن العبودي:
احذرك يا اللي دائمًا تطلع الغنم ... لا تحط بياع الدمال وديع
مضحاه بالعاذر ومعشاها بالرضم ... ولا تلقى بها عقب القراع ضريع
وكان جدي عبد الرحمن العبودي صديقًا لعدد من الشعراء الرماة المولعين مثله بالصيد والقنص مما جعل اسمه أو ذكره باسم العبودي يذكر في عدة مقطوعات شعرية عامية.
من ذلك قول رشيد الأشقر من بني سالم من حرب، يذكر بندقه وأنه جني لها ملحًا من الشفا ومن المضيح ولكن ذلك كان دون ما حصل عليه من ملح البارود الذي أحضره من صديقه (العبودي) عبد الرحمن فقال:
جنيت لها ملح الشفا والمضيح ... من غير مجني جبت ملح (العبودي)
باغي إلى رحت العصير أتضَيَّحْ ... لقيتهن في خِبَّةٍ مِنْ نفود
كم تيس ريم من ندبها تَرِّيَحْ ... وترايعن الرِّيم بيض الخدود
تَسْمَعْ لها ورا المضارب تْصَيِّحْ ... جَبَّتْ معاليق السَّحَر والعضود
يا جعل (العبودي) بالجنان يتَميَّحْ ... في جنة الفردوس يرقد رُقود
وحدثني والدي رحمه الله، قال: لما أنشد رشيد الأشقر والدي هذه القصيدة، وهي أطول مما ذكرت، جاء على هذا البيت في آخرها، قال له أبي: الله بهديك - يا رشيد - تبي أني أنام بالجنة، وأنا ما أحب النوم بالدنيا؟ فأجاب رشيد: أبيك تشبع من النوم في الجنة، وبعدين تسوي اللي تبي.