للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقول رشيد: جنيت لها يريد بندقه، ملح الشفا وهو الملح الأبيض أهم جزء لازم لصنع البارود والشفا: موضع في أعلى عالية نجد، والمضيِّح جبل في عالية نجد أيضًا.

وقوله: جنيت لها: أي أخذت لها ذلك الملح من مجناه وهو معدنه، وذلك أن الصائدين والرماة كانوا في القديم يصنعون ملح البارود بأنفسهم وهو يوجد في أماكن عدة مثل الجريف قرب الرس، والركا غير بعيد من (نفي) في عالية القصيم ويكون مختلطًا بالتراب كأنه سبخة فيأخذونه ويطبخونه أي يضعون عليه ماء ويغلونه، حيث يذاب الملح في الماء فيضعونه في صحن، أو نحوه فإذا كان في الصباح وكان برد اشتبك الملح الخالي من التراب في أعلاه لأن التراب يكون قد رسب فيأخذونه ويضيفون إليه الفحم والكبريت الأصفر ويدقونه.

ونعود لإيضاح الفحم الذي يصلح لملح البارود فهو ليس كل فحم، وإنما يجب أن يكون فحم أعواد مجوفة كخشب العُشر وعيدانه وكعيدان العنب والشفلح وهو شجر بريَّ شائك.

يقول الشاعر: من غير مجني جبت ملح العبودي، أي حصل عليه من غير أن يجنيه من معدنه.

وفي البيت الثاني قال باغي إلى رحت العصر اتضيح، العصير: تصغير العصر، وأتضيح: التضيح أن ينظر الإنسان في وقت العصر إلى جهة الشرق منه حيث يذهب نظره بعيدًا فيبصر الظباء علي البعد، قبل أن تنفر منه، فيقنصها ويرميها.

وكان فرج بن خربوش وهو شاعر مشهور من أهل جبل سلمى قرب حائل صاحب صيد وقنص، له عادة سنوية من النقود كان أمر له بها الملك عبد العزيز آل سعود فكان إذا ذهب إلى الرياض من بريدة وجلس إلى والدي اشترى من ملحه الجيد والملح هو البارود الذي هو المادة المتفجرة التي توضع