(شريفة محمد العبودي) مؤلفة معروفة لكثير من القراء، وقد نشرت مؤلفاتها عدد من دور النشر وكتبت معظم تأليفها بالعربية وبعضه بالإنجليزية وبعضها جعلته مشتركًا بين العربية والإنكليزية مثل (معجم الأطعمة والأغذية).
إن القارئ لكتاب الدكتورة فاطمة لابد أن يعرف كما شعرت أنا لأول وهلة أنها تركز في مقالاتها هذه على الإقناع بالشرح والإيضاح، ومع ذلك لا تنسى التوصية بجسم الأمور إذا اقتضى الأمر ذلك.
ربما كانت توصيتها بأن يحرص المعلم والمعلمة على إقناع الطالب بما يقولانه، فإنها توصي بذلك حتى الإقناع.
وربما كان ذلك ناتجًا عن طبيعتها التي عرفناها بها منذ صغرها وهي أنها لا تقبل أن تأخذ الأشياء التي يقررها الآخرون من دون بحث أو تعليل تقتنع به، فكنا نعرف في البيت عندما يلقي أحدنا حكمًا على شيء معين أن (فاطمة) لابد أن تطلب منه أن يوضح ما أراده، وأن تزن ذلك بميزان عقلها وفكرها وتناقشة ثم تقبل ذلك الحكم أو تعدله أو حتى ترفضه.
ومما سرني أن قارئ هذا الكتاب سيرى أنه لامس أحدث نظريات التربية وطرق التدريس بل إنه استشرف المستقبل في ذلك في بعض المقالات.
ومع هذا فإنه لم يغفل أنه كتب لعرب مسلمين عليهم المحافظة على المُثل الدينية والأخلاقية الإسلامية السامية موضحة أثر التخلي عنها سواء أكان ذلك على مستوى الأمة أو مستوى الأفراد.
وشيء مهم آخر هو أنها وظفت تجاربها في التربية والتعليم في تقرير بعض الأمور المتعلقة بهذا الموضوع وبينت ذلك في أثناء المقالات.
كالفصل الوارد في الكتاب بعنوان (جسر) والفصل الثاني الذي عنوانه (الرياضيات ورعب الثانوية العامة) وغيرها.