كانت سعاد تعيش مع أبنائها ... وبناتها في خير عيش يذكر
وحليلها يسعى لكسب معاشهم .... ويحوطهم بعناية لا تنكر
حتى أحب بأن يجيء بزوجة ... أخرى يعود بها صباه المدبر
رضيت بحكم إلهها وتصبرت ... فلها أشبالها وجاذر
مضت السنون بحلوها وبمرِّها ... بعض الحلاوة والمرارة أكثر
ذهب الشباب بحسنه وروائه ... وبدا بمفرقها المعيب المنذر
قد صار يكثر لومها وعتابها ... وإذا تحدثه يشيح وينهر
ترك الديار موليًا مع غيرها ... شيء يحزُّ في الفؤاد ويقهر
* * * *
بالأمس جاء لكي يقول بغبطة .... وكأنه يبدي لها ما يضمر
ها قد بنيت لأهل بيتي مسكنا .... زخرفته كي يسكنوه ويفخروا
فإذا أتيت مع العيال لزورة ... فمكانك البيت القديم الأصغر
فتسآئلت أم البنين بحسرة .... ما إذا جنيت له أهان وأهجر؟
الأنني أمضيت عمري كله ... في البيت لا أشكو ولا أتذمر
ما بين خدمة بيته وعياله ... ولخدمة الأضياف ذوما أبدُرُ
ومما يجدر ذكره أن لي أختين كل واحدة منهما تسمى حصة، وذلك أن والدي رحمه الله رزق من أول زوجة تزوج بها واسمها (نورة بنت رشيد الشدوخي) بابنة اسمها حصة لم يرزق منها بغيرها.
وقد كبرت حصة هذه التي نسميها الأولى وتزوجها عبد الرحمن بن عبد العزيز المقبل فرزق منها بابنتين ثم ماتت شابة.
وبعد موتها بأكثر من عشر سنوات رزق بآخر أولاده بنتًا شقيقة لي فأسماها حصة على اسم بنته الأولى التي كانت غالية عليه.